المجاعة على الأبواب.. مقتل 5 أشخاص في هجوم على قافلة إغاثة بدارفور

تعرضت قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة في مدينة الفاشر شمال دارفور لهجوم مسلح، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، كما دمر الهجوم شاحنات إغاثة حيوية كانت تحمل مساعدات إنسانية لآلاف الأسر التي تعاني من شبح المجاعة. وقد أُعلن عن الحادث من قبل وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي.
الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون أسفر عن احتراق عدد من الشاحنات، وتدمير كميات كبيرة من الإمدادات الغذائية والطبية، مما يهدد حياة مئات الآلاف من الأشخاص في المنطقة، وخصوصًا الأطفال الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة. وفي بيان مشترك، دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق عاجل في الحادث، معتبرة أن الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
التدهور الإنساني
وقالت وكالات الأمم المتحدة في بيانها: "بدون وصول الإمدادات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، فإن مئات الآلاف من سكان الفاشر، بما في ذلك الأطفال، معرضون لخطر كبير للإصابة بسوء التغذية والمجاعة". كما أشارت التقارير إلى أن الهجوم يأتي في وقت يعاني فيه معظم السكان من أزمة غذائية خانقة نتيجة الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ بشأن الوضع الإنساني في المنطقة، خاصة بعد أن أصبحت الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تشهد ظروفًا شبيهة بالمجاعة، مع فرض الحصار من قبل أطراف النزاع الذي يعيق وصول المساعدات بشكل مستمر.
اتهامات متبادلة
في سياق متصل، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات حول المسؤولية عن الهجوم. وقالت قوات الدعم السريع إنها تعرضت للقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، في حين اتهم الجيش قوات الدعم السريع بإحراق الشاحنات المحملة بالمساعدات. ولم تتمكن وكالات الأنباء من التحقق بشكل مستقل من صحة الروايات المتضاربة من الطرفين.
يُذكر أن الهجوم جاء في وقت حساس، حيث كانت القافلة التي تضم 15 شاحنة قد قطعت أكثر من 1800 كيلومتر من بورتسودان، وكان مسارها قد تم تنسيقه مسبقًا مع الأطراف المعنية، قبل أن يتم استهدافها في وقت كانت الأمم المتحدة تواصل المفاوضات بشأن استكمال الرحلة.
وضع مأساوي في الفاشر
المدينة التي كانت سابقًا من بين أكثر المناطق تضررًا في دارفور، أصبحت اليوم على شفا كارثة إنسانية بسبب الحصار المستمر والنزاع الدامي الذي يعصف بها. وقد تسببت المواجهات المسلحة في مقتل العديد من المدنيين ودمرت البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الصحة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي والمعيشي للسكان.
في الأسبوع الماضي، تعرض مقر برنامج الأغذية العالمي في الفاشر إلى قصف من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدمير بعض المنشآت، بالإضافة إلى الهجوم على مستشفى الأبيض في شمال كردفان، والذي أسفر عن مقتل العديد من المسعفين.