خالد الجندي: من ظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل لا حج له

في إطار توضيح الضوابط الدينية لـ شعيرة الحج، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن شعيرة الحج ليس مجرد أداء شعائر ظاهرية، بل عبادة لها شروط سابقة ولاحقة وأخرى مصاحبة، تتعلق بأخلاق المسلم وسلامة معاملاته، مشددًا على أن من ظلم الناس أو أكل حقوقهم "لا حج له".

جاء ذلك خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" على شاشة قناة DMC، موضحا أن من أهم شروط شعيرة الحج المقبول قضاء حقوق العباد ورد المظالم، لافتًا إلى أن من ارتكب مظالم كأكل الميراث أو أموال الآخرين بالباطل، عليه أولًا أن يُعيد الحقوق إلى أصحابها قبل أن يفكر في الوقوف بعرفات.

شروط ما قبل الحج

وشدد خالد الجندي، على أن من أهم شروط ما قبل أداء العبادة، أن تكون النفقة من مصدر حلال وخالية من الشبهات، حيث لا يُقبل شعيرة الحج من أنفق من مال محرم، قائًلا: "الحج لا يُشترى بمالٍ فاسد، ولا يُؤدى من خلال ظلم الغير"، معتبرًا أن النفقة الطيبة أساس القبول.

وشدد الجندى، على أهمية ألا يترتب على سفر الحاج ضرر يلحق بأسرته أو من يعولهم، موضحًا: "إذا كان أحدهم يسافر إلى شعيرة الحج ويترك زوجته وأطفاله دون طعام أو احتياجات أساسية، فهذا غير جائز شرعًا. لابد أن تؤمّن لهم احتياجاتهم أولًا، قبل أن تؤدي فريضتك".

المعنى العصري لشروط الاستطاعة

واستشهد خالد الجندي بما قاله العلماء قديمًا: "من ملك الزاد والراحلة فقد وجب عليه شعيرة الحج"، مشيرًا إلى أن المفهوم اليوم تغير بتغير الوسائل، فالطائرات والسفن باتت بديلًا عن الرواحل، لكن المبدأ ثابت: امتلاك وسائل السفر والنفقة شرط أساسي.

وأضاف خالد الجندي: "إذا لم تتوافر لك هذه الإمكانات دون أن تقترض أو تُحمّل نفسك فوق طاقتك، فأنت غير مُلزَم شعيرة الحج الآن. الاستطاعة ليست مادية فقط، بل تشمل أيضًا القدرة الجسدية والنفسية وعدم الإضرار بمن حولك".

قطع الأرحام يمنع قبول الأعمال

وحذر خالد الجندي من السفر لأداء فريضة شعيرة الحج مع بقاء الخصومة والمشاحنة داخل الأسرة، مشيرًا إلى أن الحاج لا بد أن يكون متصالحًا مع ذاته ومع الآخرين قبل أن يقف على جبل عرفات.

وقال بلهجة واضحة: "لو كنت مقاطع إخوتك، مخاصم والدك ووالدتك، أو بينك وبين أسرتك خصومة، وفر تعبك لأن المشاحن لا يُقبل له عمل، ولا يُكتب له أجر"، داعيًا إلى الإصلاح والتسامح قبل السعي إلى الحج.

رسالة توعوية قبل شعيرة الحج 

رسائل الجندي تأتي في توقيت مهم قبيل موسم الحج، حيث يُقبل آلاف المسلمين على هذه الفريضة الكبرى، ما يجعل من الضروري التأكيد على أن النية الصادقة وحدها لا تكفي دون مراعاة الحقوق والأخلاق، وأن العبادات لا تُقبل في ظل الظلم أو القطيعة.

ويُعد هذا التوضيح امتدادًا لجهود المؤسسات الدينية في نشر الوعي الصحيح بفريضة الحج، وضرورة الاستعداد لها روحيًا وماليًا واجتماعيًا، لضمان القبول وتحقيق الغاية الروحية الحقيقية من هذه الرحلة الإيمانية العظيمة.