انطلاق قطار المشاعر المقدسة في أولى رحلاته استعداداً لموسم الحج

شهد اليوم الثلاثاء انطلاق قطار المشاعر المقدسة، في أولى رحلاته استعداداً لموسم الحج، الذي يبدأ غداً بتفويج الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، وقد شددت الخطوط الحديدية السعودية "سار" جاهزية قطار المشاعر المقدسة لنقل ضيوف الرحمن، مشيرةً إلى أنه تم تنفيذ خطة تشغيل تحضيري شاملة تضمنت ما يقارب 12 ألف رحلة تجريبية منذ يناير الماضي، إضافةً إلى 4 عمليات محاكاة متكاملة تحاكي ظروف موسم الحج بدقة عالية؛ بهدف اختبار جاهزية الأنظمة والقطارات والمحطات ورفع كفاءة التشغيل، بما يضمن انطلاقة آمنة وفعّالة خلال الموسم.
خمس حركات تشغيلية مختلفة
ومن المقرر أن يعمل قطار المشاعر المقدسة وفق 5 حركات تشغيلية مختلفة، تم تصميمها خصيصًا بما يتوافق مع أنماط تنقل الحجاج بين المشاعر حسب النسك الذي يؤدونه. ويقوم القطار خلال موسم الحج بتنفيذ ما يزيد على 2000 رحلة، لنقل أكثر من مليوني راكب بكفاءة عالية وبتنظيم دقيق ضمن تلك الحركات الخمس.
انسيابية حركة الحجاج وسلامتهم
كما نفذت "سار" خلال تلك المدة سلسلة من أعمال الصيانة والاختبارات الدقيقة لكافة مرافق المشروع ومحطاته؛ للتأكد من جاهزيتها واستيفائها لمتطلبات السلامة ومعايير الجودة، حيث يربط قطار المشاعر بين 9 محطات موزعة على مشاعر عرفات ومزدلفة ومنى، وتصل المحطة الأخيرة في منى إلى الدور الرابع من جسر الجمرات، بما يعزز انسيابية حركة الحجاج وسلامتهم.
تقليل الازدحام داخل المشاعر
ويعد قطار المشاعر من أبرز مشاريع النقل التخصصي المستدام على مستوى المنطقة، حيث يعمل بأسطول مكون من 17 قطارًا بطاقة استيعابية تصل إلى 300 راكب لكل قطار، وبقدرة نقل جماعية تتجاوز 72 ألف راكب في الساعة الواحدة؛ مما يسهم في تقليل الازدحام داخل المشاعر، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتقديم تجربة نقل ذكية وآمنة وصديقة للبيئة
نفذت الأعمال الإنشائية لقطار المشاعر المقدسة الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية السعودية المحدودة، في نحو عامين.ويصل طول سكة الحديد الخاصة بالقطار إلى 18 كم، يسير عليها 17 قطارًا جميعها يعمل بأنظمة التشغيل الآلية. ويضم كل قطار 12 عربة بمجموع كلي قدره 204 عربات، تستوعب كل واحدة منها 300 راكب، وتصل سرعتها إلى 80 كم في الساعة. ويقطع القطار المسافة بين منى وعرفات في نحو 20 دقيقة. وتبلغ سعة القطار الواحد ثلاثة آلاف راكب. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لقطاراته 72 ألف راكب في الساعة.
محطات قطار المشاعر المقدسة
تضم المشاعر المقدسة (عرفات، ومزدلفة، ومنى) تسع محطات في كل مشعر منها ثلاث محطات للقطار مرتفعة عن الأرض، وطول كل منها 300م، وتحتوي على منحدرات ومصاعد وسلالم عادية وكهربائية، كما تحوي المحطات بوابات أوتوماتيكية تفصل بين القطار ومناطق الانتظار تعمل بتقنية الاستشعار للتعرف على حاملي التذاكر. ويمر القطار بثلاث محطات مختلفة في مشعر عرفات، وبعدها بثلاث محطات أخرى في مزدلفة، ثم يتوقف في المحطة الأولى في بداية مشعر منى، ثم في وسطه، فيما تصل محطته الأخيرة إلى الطابق الرابع في منشأة جسر الجمرات. وروعي في تصميم محطات القطار عدد أبواب الدخول والخروج، التي يبلغ عددها 60 بابًا لكل جانب، لتسهل الدخول والخروج للحجاج أثناء رحلتهم على متن القطار.
المشاريع المساندة لقطار المشاعر المقدسة
يرتبط مشروع قطار المشاعر المقدسة بعدد من المشاريع المساندة في خدمة الحجاج وتسهيل أداء المناسك، ومنها، مشروع تظليل الممرات والمنحدرات المخصصة للمشاة، ومشروع ربط حي العزيزية بمنشأة الجمرات بعدد من الأنفاق والمظلات، لحماية الحجاج من أشعة الشمس والعوامل الجوية الأخرى.
نقل الحجاج عبر قطار المشاعر المقدسة
تحدد وزارة الحج والعمرة عدد الحجاج الذين ينقلهم قطار المشاعر المقدسة، وتخصص لهم أساور ملونة لتحديد المحطات التي ينطلقون منها والأخرى التي ينزلونها، للتنظيم والترتيب. وتخصص للعاملين في خدمة الحجاج تذاكر شاملة لجميع المحطات، بهدف تسهيل تنقلهم وتوفير الخدمات التي تحتاجها المخيمات خلال أيام الحج. كما يستفيد رجال الأمن والموظفون الرسميون من خدمات قطار المشاعر المقدسة عن طريق إداراتهم التي تنسق بدورها مع وزارة الحج والعمرة، والجهات المشرفة والمشغلة لمحطات القطار. وتفوج الحشود إلى المحطات في مسارات محددة إلى مناطق الانتظار أسفل المحطات التي تستوعب أكثر من 3000 حاج.