محلل سياسي: إسرائيل ترفض الهدنة الدائمة خوفًا من فشلها في تحقيق أهدافها

أكد الكاتب والمحلل السياسي مأمون العُمري ،أن الحرب على غزة التي تجاوزت 18 شهرًا تُظهر إصرار إسرائيل على رفض أي هدنة دائمة، خوفًا من المحاسبة السياسية والقانونية، ولفشلها في تحقيق أهدافها المعلنة، مثل تفكيك المقاومة أو تهجير السكان.
وأشار في مداخلة هاتفية لقناة “النيل للأخبار “ ، إلى أن القيادة الإسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي ”بنيامين نتنياهو ” تفضل الهدن المؤقتة لاستمرار الحرب ، رغم الخسائر الاقتصادية والدبلوماسية التي تتكبدها.
رفض الهدنة.. خوف من اليوم التالي
قال العُمري ، إسرائيل ترفض الهدنة الدائمة لأنها تعلم أن اليوم التالي سيفتح ملفات المحاسبة للقيادة السياسية والعسكرية، موضحًا أن فشل تل أبيب في تحقيق "بنك الأهداف" الذي وضعته منذ بداية الحرب، مثل القضاء على حماس أو السيطرة الكاملة على غزة، يجعلها تتهرب من أي تسوية.
وأضاف حماس ما زالت قائمة عسكريًا، والتهجير لم يحدث، وإسرائيل تخشى أن تستغل المقاومة أي هدنة لإعادة تنظيم صفوفها.
وتطرق إلى العقلية السياسية للإدارة الإسرائيلية الحالية، واصفًا إياها بـ"عقيدة القلعة"، حيث يدرك نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف أن وقف الحرب يعني "خروجهم من الحياة السياسية، وربما مواجهة المحاكم الدولية بتهم جرائم الحرب".
نتنياهو.. عبء على واشنطن والعالم
وصف العُمري استهداف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ بانها اسياسة اسرائيلية بأنها "خارجة عن القانون الدولي والإنساني"، مشيرًا إلى أن تدمير البنية التحتية في غزة، بما فيها القطاعان الصحي والتعليمي، ويدخل في إطار جرائم الإبادة،مؤكدًا أن غزة تعيش منذ عامين دون خدمات تعليمية أو صحية منتظمة، مع تحول المدارس إلى مساكن مؤقتة للنازحين.
في سياق متصل، علق العُمري على تصريحات صحيفة "البيان" الإماراتية التي وصف فيها الكاتب عماد الدين أديب نتنياهو بأنه "عبء على ترامب "، قائلًا بل هو عبء على إسرائيل أولًا، ثم على المنطقة والعالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن إدارة ترامب أو أي إدارة أمريكية قادمة تواجه أزمة دبلوماسية وأخلاقية بسبب الدعم غير المشروط لإسرائيل، رغم فشلها في تحقيق وعودها بإنهاء الحرب.
واختتم حديثه بان نتنياهو يُضعف مصداقية النظام الدولي، ويفرض تكلفة اقتصادية وسياسية على حلفائه، لكنه يصر على الحرب لأنها درعه الوحيد ضد المحاسبة.
يذكر ان إسرائيل تُواصل حربها على غزة رغم قرارات الأمم المتحدة الداعية لوقف إطلاق النار، فيما تواجه اتهامات متزايدة بـ"الإبادة الجماعية" بعد مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، وتدمير 70% من البنية التحتية.