عاجل

قوات الاحتلال تواصل استهداف الفلسطينيين أثناء توجههم لاستلام مساعدات إنسانية

قطاع غزة
قطاع غزة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حتى أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات الإنسانية من نقاط التوزيع. فقد وثقت عدسات الكاميرا وشهادات الناجين من موقع الأحداث حجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع، حيث أكد العديد من الشهود أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق النار بشكل مباشر وعشوائي على جموع المواطنين الذين كانوا يتزاحمون لاستلام المواد الغذائية والإغاثية الضرورية لحياتهم اليومية.

 

ويصف أحد الشهود الموقف قائلاً إن إطلاق النار لم يفرق بين رجل أو امرأة أو طفل، وأن الجميع كانوا هدفًا لهذا الاستهداف، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى في لحظات قليلة. وأضاف أن الوضع الإنساني في غزة أصبح كارثيًا بكل المقاييس، فالمواطنون يضطرون للخروج رغم المخاطر الشديدة بحثًا عن الطعام والماء، في ظل حصار خانق ونقص حاد في كل مقومات الحياة الأساسية.

وطالب المواطنون والمؤسسات الإنسانية بضرورة توزيع المساعدات عبر وكالة الأونروا أو منظمات دولية محايدة، لضمان وصولها إلى مستحقيها دون تعريض حياة المدنيين للخطر. كما دعوا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين، خاصة مع تكرار حوادث إطلاق النار على نقاط توزيع الإغاثة في أكثر من منطقة داخل القطاع.

ويؤكد التقرير أن استمرار استهداف المدنيين أثناء استلام المساعدات يفاقم من معاناة سكان غزة، ويزيد من أعداد الضحايا يومًا بعد يوم، في ظل صمت دولي وتجاهل لمعاناة أكثر من مليوني إنسان محاصرين في ظروف مأساوية.

شهدت مدينة رفح في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة تصعيدًا خطيرًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، خاصة أثناء توجههم إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية. ففي فجر الأحد، استهدفت الآليات الإسرائيلية تجمعًا من المدنيين الذين كانوا يتجهون للحصول على المساعدات، ما أدى إلى سقوط أكثر من ثلاثين شهيدًا وإصابة ما يزيد عن مئة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وقد تكررت هذه الحوادث في الأيام الماضية، حيث ارتقى 27 شهيدًا وأصيب 90 آخرون في استهداف مشابه غرب رفح، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الأهالي في ظل الحصار والعدوان المستمر.

تأتي هذه الهجمات في سياق حصار قاسٍ تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أشهر، حيث تمنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية، ما أدى إلى تفاقم الوضع المعيشي والصحي للسكان، وارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية خاصة بين الأطفال. وقد وثقت منظمات حقوقية ودولية شهادات مروعة عن الظروف الكارثية التي يعيشها المدنيون، حيث يُستخدم التجويع كأداة حرب، وتُمارس عمليات العقاب الجماعي بحق أكثر من مليوني فلسطيني.

وفي حادثة سابقة وُثقت بالفيديو، أطلقت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر على سيارات إسعاف وشاحنات إغاثة في منطقة الحشاشين جنوب رفح، رغم وضوح علامات الطوارئ عليها، ما أدى إلى مقتل طواقم الإغاثة ودفن بعضهم في مقبرة جماعية. وقد أدانت منظمات دولية هذه الجرائم، واعتبرتها من أكثر الهجمات دموية بحق عمال الإغاثة منذ سنوات، وسط مطالبات دولية بوقف العدوان وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات.

هذه الأحداث تعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، في ظل استمرار الحصار والهجمات، وغياب أي حماية دولية فعّالة للمدنيين

تم نسخ الرابط