فضيحة دبلوماسية: متحدث أمريكي سابق يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة

صرح المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بأنه يعتقد أن إسرائيل ارتكبت "جرائم حرب" في غزة، على الرغم من نفيه ذلك خلال المؤتمرات الصحفية التي عقدها بصفته الرسمية في عهد إدارة بايدن.
وقال لشبكة سكاي نيوز البريطانية: “لا شك أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.. وأصر ميلر على أنه لم يكن بإمكانه التعبير عن مثل هذا الرأي أثناء عمله متحدثًا باسم وزارة الخارجية الأمريكية”.
وقال: "عندما تكون على المنصة، فأنت لا تعبر عن رأيك الشخصي، بل عن استنتاجات حكومة الولايات المتحدة".

أفعال إسرائيل في غزة تُشكل إبادة جماعية
ويعتقد عدد متزايد من أبرز علماء الإبادة الجماعية في العالم أن أفعال إسرائيل في غزة تُشكل إبادة جماعية، وفقًا لتحقيق أجرته صحيفة NRC الهولندية. ومع ذلك، رفض ميلر وصف حرب إسرائيل على غزة بالإبادة الجماعية.
ويأتي تصريح ميلر في الوقت الذي قتلت فيه إسرائيل ما لا يقل عن 54 ألف فلسطيني تحت ذريعة هزيمة حماس، تاركةً مليوني غزّي على شفا المجاعة ونازحين من ديارهم.
هجوم حماس في 7 أكتوبر
بدأت الحرب بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1218 شخصًا واحتجاز 251 رهينة، بقي 57 منهم في غزة، بمن فيهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
لم تتهم إدارة بايدن إسرائيل قط بارتكاب جرائم حرب. وبصفته المتحدث باسم وزارة الخارجية، دأب ميلر على رفض مزاعم جرائم الحرب ودافع عن أفعال إسرائيل خلال عدة مؤتمرات صحفية.
في ذلك الوقت، انتقد مسؤولي الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لاتهامهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، ووصف مسؤولي حقوق الإنسان الذين اتهموا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بأنهم معادون للسامية.

إدارة دونالد ترامب تتبع نهج بايدن نحو القضية الفلسطينية
واتبعت إدارة دونالد ترامب مسارًا مشابهًا، إذ تواصل دعمها الأمريكي لأفعال إسرائيل في غزة، على الرغم من الاستنكار الدولي ومذكرتي الاعتقال الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
في مقابلة مع قناة سكاي نيوز بريطانيا نُشرت هذا الأسبوع، صرّح ميلر بأنه يعتقد أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، بما في ذلك خلال فترة عمله في وزارة الخارجية.
وقال ميلر إن "السؤال المطروح" هو ما إذا كانت إسرائيل "قد انتهجت سياسة ارتكاب جرائم حرب عمدًا أم أنها تتصرف بتهور بطريقة تساعد على ارتكابها وتحرّض عليها". لكنه أضاف أنه "من شبه المؤكد" أن يكون أفراد الجيش الإسرائيلي قد ارتكبوا جرائم حرب.
وقال ميلر: "في نهاية المطاف، في كل صراع كبير تقريبًا، بما في ذلك الصراعات التي تُحاكم فيها دول ديمقراطية، سترى أفرادًا من الجيش أو الجيوش يرتكبون جرائم حرب، والحكم على دولة ديمقراطية يكمن في مدى محاسبتها لهؤلاء الأشخاص، لكن إسرائيل لم تفعل ذلك".
وأضاف "لم نر حتى الآن أنهم يحاسبون أعدادا كافية من العسكريين، وأعتقد أن السؤال الذي يظل مفتوحا هو ما إذا كانوا سيفعلون ذلك".