حلمي النمنم: الثقافة حق لكل مواطن والعدالة الثقافية هدفي الأول
في حلقة جديدة من بودكاست "كلام في الثقافة" المعروض على شاشة قناة "الوثائقية"، تحدث الكاتب والمفكر حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، عن رؤيته العميقة لملف الثقافة خلال فترة توليه الوزارة، مؤكدًا أن هدفه الأساسي تمثّل في تحقيق العدالة الثقافية، وإيصال الثقافة إلى كل مواطن في مختلف أرجاء مصر، بعيدًا عن المركزية والتمييز الجغرافي أو الاجتماعي.
العدالة الثقافية في تطوير الثقافة
أكد حلمي النمنم أن العدالة الثقافية كانت المحور الرئيسي الذي بُنيت عليه خطته لتطوير وزارة الثقافة. وشدد على أن الثقافة ليست حكرًا على فئة معينة أو طبقة محددة، بل هي حق أصيل لكل مواطن، ويجب أن تكون متاحة للجميع دون استثناء.
وأوضح حلمي النمنم أن هذه الرؤية انطلقت من إيمانه بدور الثقافة في بناء الوعي وتعزيز الانتماء الوطني، ومواجهة الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن توسيع قاعدة المستفيدين من الأنشطة الثقافية يضمن مجتمعًا أكثر توازنًا ووعيًا.
الثقافة في كل شبر من مصر
تحدث حلمي النمنم عن الجهود التي بُذلت خلال فترته الوزارية لنشر الثقافة خارج نطاق القاهرة والإسكندرية، مؤكدًا أن الانتشار الجغرافي للأنشطة الثقافية كان من أولوياته القصوى، وقال: "كان من الضروري أن تصل الثقافة إلى كل شبر في مصر، وليست محصورة في العاصمة أو المدن الكبرى فقط، لأن الثقافة حق للجميع ويجب أن تكون متاحة في كل مكان."
وأشار حلمي النمنم إلى أن الوزارة عملت بشكل منهجي لتفعيل دور قصور الثقافة، ومراكز الإبداع، وتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية في محافظات الصعيد وسيناء والدلتا والمناطق الحدودية، لتكون الثقافة حاضرة في حياة الناس اليومية.
تعزيز الهوية الوطنية
أوضح حلمي النمنم أن جزءًا كبيرًا من استراتيجية العدالة الثقافية كان موجهًا إلى المناطق النائية والأقل حظًا، والتي غالبًا ما تكون عرضة للتهميش الثقافي. وأكد أن الأنشطة الثقافية في هذه المناطق كانت تهدف إلى بناء جيل جديد واعٍ بهويته، وقادر على فهم التنوع الثقافي المصري واعتزازه بتراثه وتاريخه.
وأضاف حلمي النمنم أن الوزارة اهتمت بتنظيم معارض كتب، وعروض مسرحية، ومهرجانات فنية، وورش تعليمية في القرى والنجوع، لتقريب الثقافة من المواطن البسيط، وتعزيز شعوره بالانتماء.
الثقافة سلاح ناعم ضد التطرف
اختتم حلمي النمنم حديثه بالتأكيد على أن الثقافة تلعب دورًا حيويًا في مواجهة الفكر الظلامي والتطرف، مشيرًا إلى أن توسيع دائرة الوعي وتوفير أدوات التفكير النقدي يمثلان حاجزًا قويًا أمام تغلغل التيارات المتشددة.
وقال حلمي النمنم: "الجهود الثقافية ليست ترفًا، بل هي ضرورة وطنية لحماية العقل المصري من التشويه والاستقطاب".
