"النمنم": الإخوان يفرضون الطاعة المطلقة.. ومن يعارض يُذبح

في لقاء مثير ضمن الجزء الثاني من "بودكاست" "كلام في الثقافة" عبر شاشة "الوثائقية"، كشف الكاتب الكبير ووزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم، عن العديد من الحقائق التاريخية المثيرة حول مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، منتقدًا ما وصفه بـ"الأساطير" التي يتم ترويجها عن سيرته، ومؤكدًا أن البنا لم يكن شيخًا بالمعنى العلمي، ولا يحمل مؤهلًا أزهريًا أو أكاديميًا يؤهله لهذا اللقب.
ليس عالم دين
وأوضح حلمي النمنم أن حسن البنا لم يكن خريج الأزهر الشريف ولا كلية دار العلوم كما يُشاع، بل تخرج فقط من مدرسة تجهيزية تابعة لدار العلوم في منطقة درب الجماميز، وهو ما يفند الادعاءات التي تصفه بـ"الشيخ" أو العالم الديني. وقال إن البنا لم يلتحق بكلية دار العلوم إطلاقًا، واصفًا هذا الاعتقاد بأنه "إحدى الأكاذيب الكبرى" المتداولة.
موالي للديوان الملكي
وقارن "النمنم" بين حسن البنا والمفكر الكبير الدكتور طه حسين، مشيرًا إلى أن الأخير كان يتمتع بجرأة فكرية نادرة، ولم يسعَ إلى استرضاء السلطة أو التودد لها، على عكس "البنا" الذي قال إنه "أجاد الدهننة" - أي التزلف - خاصة في الفترة التي حظي فيها برضا القصر الملكي.
وأضاف أن البنا كان يجد دعمًا وممالأة من بعض الجهات طالما ظل مرضيًا عنه من الديوان الملكي، في حين ظل طه حسين محافظًا على استقلاليته الفكرية وشجاعته في التعبير عن آرائه، مهما كانت معارضتها للتوجهات السائدة.

ولاء مطلق للجماعة
وشن حلمي النمنم هجومًا لاذعًا على جماعة الإخوان، معتبرًا أنها تفرض الولاء الكامل والطاعة المطلقة لقادتها، وأن من يخرج عن طوعها "يُذبح" — حرفيًا أو معنويًا، حسب وصفه. وأكد أن هذه العقلية الإقصائية متجذرة في تاريخ الجماعة، ولا تتقبل الاختلاف أو النقاش.
استغلال القضية الفلسطينية
ولفت الوزير الأسبق إلى ما اعتبره "استغلالًا سياسيًا" من قبل الجماعة لقضية فلسطين، متهمًا إياهم بالمتاجرة بهذه القضية الحساسة لتحقيق مكاسب داخلية. وانتقد الشعارات التي كانت ترفعها الجماعة مثل "شهداء بالملايين على القدس رايحين"، متسائلًا بسخرية عن مصير هذه الوعود الكبرى.
قضايا الواقع المصري
حمل اللقاء عنوانًا دالًا هو: "الجسارة الفكرية والاشتباك الدائم مع قضايا الواقع المصري"، وهو ما عكس طبيعة الحوار الذي دار حول شخصيات محورية في التاريخ المصري الحديث، وأساليبها في التعامل مع الواقع السياسي والفكري.
وأشاد حلمي النمنم في ختام حديثه بالمفكرين الذين تصدوا بشجاعة للفكر المتطرف، مؤكدًا أن الجسارة الفكرية تظل درعًا ضروريًا لحماية المجتمع من محاولات التزييف والتضليل.