عاجل

مستشارة الاتحاد الأوروبي: تحول ألماني لدعم أوكرانيا يفاقم التوتر مع روسيا

أوكرانيا
أوكرانيا

قالت الدكتورة كاميلا زاريتا، مستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو، إن السياسة الألمانية شهدت تحولًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، لا سيما في ملف دعم أوكرانيا بالسلاح، مما كان له تأثير مباشر على المشهد العسكري والسياسي في الصراع الجاري مع روسيا.

جاء ذلك خلال مداخلة لها في برنامج «مطروح للنقاش» الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري على قناة «القاهرة الإخبارية»، حيث وصفت "زاريتا" حالة التوتر والاحتقان التي تهيمن على العلاقات بين برلين وموسكو، مشيرة إلى التصريحات الروسية الأخيرة التي تعكس حالة من الغدر والاحتقان، خاصة ما قاله رئيس الوفد الروسي في وسط برلين بالقرب من تمثال الجندي الروسي.

وأوضحت أن ألمانيا، التي كانت في السابق تُعرف بموقف متوازن وأحيانًا تميل إلى موسكو، شهدت سياسة جديدة منذ تولي المستشار أولاف شولتس منصبه، حيث سمح في مايو الماضي لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الألمانية بشكل أوسع ودون قيود صارمة على مدى استخدامها.

الدعم الألماني

وأضافت "زاريتا" أن هذا الدعم الألماني عزز من قدرة أوكرانيا على الضغط عسكريًا على روسيا، خاصة في ظل استمرار المفاوضات، مشيرة إلى أن ألمانيا لم تكتف بالدعم الدفاعي فحسب، بل قدمت أيضًا معدات لتعزيز القدرات الهجومية الأوكرانية، ما دفع موسكو لإدانة هذه الخطوات واعتبارها تصعيدًا خطيرًا.

وأشارت إلى أن هذا التحول في السياسة الألمانية أدى إلى تراجع العلاقات الودية بين برلين وموسكو، وأن الدولتين لم تعدا كما كانتا سابقًا، مع تصاعد التوترات في مناطق البلطيق والحدود البحرية.

واختتمت "زاريتا" حديثها مؤكدة أن ألمانيا تعمل جنبًا إلى جنب مع حلفاء الناتو على بناء تحالفات جديدة وتعزيز التعاون العسكري والدفاعي في المنطقة، في إطار استراتيجية تتماشى مع التحديات الأمنية الراهنة.

المواجهة بين أوروبا وأمريكا

ومن ناحية أخرى، سلط برنامج "مطروح للنقاش" الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، الضوء على خياري الاستقلال والمواجهة بين أوروبا وأمريكا وأيهما تتحمله القارة العجوز، وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم.


وقالت الإعلامية مارينا المصري: "قرارات جديدة يصر عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، ما يزيد الضغط الاقتصادي ويدفع العالم نحو حرب تجارية قد تشهد مواجهة شديدة بين الولايات المتحدة وأوروبا".


وأضافت: "الأمر قد تكون له انعكاسات التفاهمات الثنائية بين الجانبين على مستوى الملفات السياسية والاقتصادية العالقة بينهما، فضلا عن تأثيرات هذه القرارات على احتمالات تجاه أوروبا نحو تعزيز صناعاتها لمواجهة السياسة الأمريكية الجديدة، بما يفتح سوقا جديدة في أوروبا ربما تضع الولايات المتحدة في تحدٍ اقتصادية غير مأمول العواقب".


وتابعت مارينا المصري: "ترامب يواصل سياسته التصعيدية تجاه أوروبا بقرار زيادة الرسوم الجمركية، فهل تشتعل الحرب التجارية بينهما؟!".


وعرض البرنامج تقريرا تلفزيونيا جاء فيه، أن قرارًا جديدًا أصدره ترامب من شأنه تصعيد التوترات في الحرب التجارية العالمية، إذ يعتزم رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من 25% إلى 50%، اعتبارًا من الرابع من يونيو المقبل.


واعتبر ترامب أن هذه الزيادة الكبيرة تهدف إلى تعزيز أمن صناعة الصلب الأمريكية، مشيرًا إلى أن الرسوم بنسبة 25% يمكن تجاوزها، لكن رفعها إلى 50% "لن يكون بالإمكان التلاعب به".


وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حالة من التوتر المتزايد، حيث أعربت المفوضية الأوروبية عن أسفها العميق تجاه القرار الأمريكي، محذّرة من أن هذه الزيادة في الرسوم ستضيف مزيدًا من الضبابية إلى الاقتصاد العالمي، وتُفاقم التكاليف على المستهلكين والشركات على جانبي الأطلسي.


وفي تطور قانوني لافت، شككت محكمة التجارة الدولية الأمريكية في مشروعية الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها إدارة ترامب، وهو ما اعتبره مسؤولون أوروبيون تعزيزًا لموقف الاتحاد الأوروبي في مفاوضاته مع واشنطن، معتبرين أن هذا يمنحهم نفوذًا إضافيًا في مواجهة السياسات الحمائية الأمريكية.


ويُشار إلى أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل التجارة العالمية يُضعف البيئة الاقتصادية العالمية، إذ باتت الشركات تبحث عن بيئة أعمال مستقرة وآمنة وسط قرارات أمريكية متخبطة تضرب بالقواعد التجارية الدولية عرض الحائط. وفي ظل هذا الارتباك، يرى مراقبون أن أوروبا قد تمثل خيارًا أفضل وأكثر استقرارًا لجذب الاستثمارات.

تم نسخ الرابط