أطفال غزة بين الحصار والموت.. أرقام صادمة تعكس الكارثة الإنسانية

في شهادة مؤلمة تعكس حجم الكارثة المستمرة التي يتعرض لها أطفال غزة، كشفت نيبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عن أن ما أوردته وكالة الأونروا من أرقام بشأن استشهاد وإصابة أكثر من ألف طفل فلسطيني خلال 20 شهرًا، يُعد دليلاً صارخًا على الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي خالد عاشور على قناة "القاهرة الإخبارية"، وصفت نيبال فرسخ هذه الأرقام بأنها "مزعجة ومفزعة"، مؤكدة أن آلاف الأطفال أصبحوا ضحايا مباشرون للعدوان، بين من فقدوا حياتهم أو تعرضوا لإصابات خطيرة وعاهات دائمة.
نقص الرعاية الطبية
أوضحت نيبال فرسخ أن العديد من الأطفال المصابين بجروح بليغة في غزة لا يحصلون على الرعاية الطبية اللازمة، بسبب انهيار القطاع الصحي في ظل الحصار والعدوان المستمر، كما أشارت إلى أن إغلاق المعابر يحول دون نقلهم إلى الخارج لتلقي العلاج، ما يعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الدائمة.
وأكدت نيبال فرسخ أن النظام الصحي في القطاع غير قادر على الاستجابة لحجم الإصابات، لافتة إلى أن الأطفال الجرحى بحاجة إلى تدخلات طبية عاجلة، من جراحات دقيقة إلى علاج نفسي طويل الأمد، وهو ما لا يتوفر في الظروف الحالية داخل غزة.
النزوح المتكرر
في ظل التصعيد العسكري المتواصل، تحدثت فرسخ عن أزمة النزوح المتكرر الذي تعاني منه آلاف العائلات، موضحة أن العديد من الأطفال اضطروا للنزوح أكثر من مرة خلال فترة قصيرة، غالبًا سيرًا على الأقدام نتيجة انعدام وسائل النقل.
ووصفت أوضاع هؤلاء الأطفال بالمأساوية، إذ يعيشون في خيام أو أماكن غير صالحة للسكن، معرضين للحر الشديد أو البرد القارس، وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.
وأضافت نيبال فرسخ أن الأطفال في غزة يواجهون يوميًا أزمة حادة في الحصول على المياه النظيفة والطعام، حيث يقفون في طوابير طويلة لتلقي كميات محدودة من الماء أو وجبات الطعام التي توفرها مؤسسات الإغاثة.
وشددت نيبال فرسخ على أن هذه الأوضاع تؤدي إلى سوء تغذية واسع بين الأطفال، مما يعرضهم لمخاطر صحية ونفسية طويلة الأمد، في ظل غياب الأفق لأي حلول جذرية.
أطفال غزة ضحايا الانتهاكات الدولية
واختتمت نيبال فرسخ حديثها بتأكيد أن ما يمر به أطفال غزة لا يقتصر فقط على القصف والإصابات، بل يمتد إلى فقدانهم لجوهر طفولتهم، حيث يعيشون في بيئة يغيب عنها الأمان والتعليم والرعاية النفسية.
واعتبرت نيبال فرسخ أن ما يتعرض له هؤلاء الأطفال يمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لحمايتهم وإنهاء معاناتهم المستمرة.

دعوة عاجلة للتحرك الإنساني
في ضوء هذه المعطيات المأساوية، تتجدد الدعوات إلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية للتحرك العاجل من أجل توفير الحماية للأطفال في غزة، وتأمين احتياجاتهم الأساسية، وفتح المعابر لتلقي العلاج.
كما تُبرز هذه الأرقام الحاجة إلى وقف فوري للعدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة، حتى يتمكن الأطفال من استعادة أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة، بعيدًا عن مشاهد الدمار والموت.