لمحاربة الإرهاب.. "أفريكوم" توجه ضربتين جويتين لتنظيم داعش في الصومال

نفّذت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، ضربتين جويتين دقيقتين استهدفتا عناصر تابعة لتنظيم داعش في إقليم بَري شمال شرقي البلاد، وذلك في إطار الجهود المستمرة للقضاء على التهديدات الإرهابية في المنطقة.
ووفقًا لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية (صونا)، وقعت الضربة الجوية الأولى يوم السبت الماضي على بعد نحو 75 كيلومترًا جنوب مدينة بوصاصو، تلتها ضربة ثانية يوم الأحد على مسافة 72 كيلومترًا جنوب المدينة نفسها، الواقعة في ولاية بونتلاند.
أهداف الضربات
وتهدف هذه العمليات العسكرية إلى شلّ قدرات داعش على التخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية، التي تستهدف المدنيين الصوماليين، وعناصر الأمن المحلية، بالإضافة إلى الشركاء الدوليين العاملين في البلاد. وتعد هذه الضربات جزءًا من استراتيجية أوسع لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع السلطات الصومالية.
موقف الحكومة الصومالية
وعبّرت الحكومة الفيدرالية الصومالية عن تقديرها العميق للدعم الأمريكي، مؤكدة التزامها بمواصلة الحرب ضد الجماعات الإرهابية، بالتنسيق مع الشعب الصومالي والداعمين الدوليين، وذلك لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.
يُقدّر عدد مقاتلي داعش في جبال بونتلاند بما بين 700 و1500 عنصر، وهو رقم أقل بكثير من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تسيطر على أجزاء واسعة من جنوب ووسط البلاد.
وفي هذا السياق، تطالب حكومة بونتلاند المحلية بزيادة الدعم الدولي في معركتها المستمرة ضد تنظيم داعش، وسط تحذيرات من تنامي قدرات هذا التنظيم الإرهابي رغم محدودية أعداده مقارنة بالفصائل المسلحة الأخرى.
تنسيق استخباراتي وتكتيكات متطورة
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن الضربتين نُفذتا بعد تنسيق استخباراتي دقيق بين قوات "أفريكوم" والأجهزة الأمنية الصومالية، وذلك استنادًا إلى معلومات موثوقة حول تحركات قيادات بارزة في تنظيم داعش كانت تنشط في المنطقة المستهدفة.
وقد استُخدمت في العملية طائرات مسيّرة عالية الدقة وتقنيات مراقبة جوية متقدمة، ما مكّن من تنفيذ الضربات دون وقوع خسائر بين المدنيين.
تحديات أمنية مستمرة
ورغم النجاح العملياتي، لا تزال الحكومة الصومالية تواجه تحديات أمنية معقّدة تتمثل في تحركات الجماعات الإرهابية في المناطق الجبلية الوعرة، وصعوبة السيطرة على الطرق النائية التي تُستخدم كممرات تهريب وإمداد.
وفي هذا السياق، دعا مسؤولون محليون ومحللون أمنيون إلى تعزيز دعم المجتمع الدولي، خصوصًا في مجالات التدريب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتوفير المعدات التكنولوجية المتطورة، لضمان استدامة التقدم المحرز في مكافحة الإرهاب.