كيف سقطت الدولة الأموية
بعد 1275 عامًا على سقوطها.. القصة الكاملة لنهاية الدولة الأموية وبداية الحكم العباسي

كيف سقطت الدولة الأموية بعد 88 عامًا من الحكم؟ وما الأسباب التي مهدت لقيام الدولة العباسية التي استمرت خمسة قرون؟ في هذا التقرير، يستعرض موقع "نيوز روم" القصة الكاملة لسقوط الدولة الأموية وبداية الحكم العباسي، بداية من معركة الزاب الكبير، التي وقعت في 2 رمضان 132هـ، الموافق 25 يناير 750م، حيث كانت هذه المعركة هي الفصل الأخير في الصراع بين الأمويين والعباسيين، وأدت إلى نهاية الحكم الأموي في الشرق الإسلامي.
كيف سقطت الدولة الأموية
سقوط الدولة الأموية، لم يكن مجرد نتيجة لمعركة عسكرية، بل جاء بعد سنوات من التوترات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أضعفت بنيان الدولة ومهدت لظهور العباسيين كقوة منافسة.
ومن أبرز العوامل التي أدت إلى انهيار الدولة الأموية "التمييز ضد الموالي، حيث اعتمدت الدولة الأموية على سياسة تفضيل العرب، مما أدى إلى استياء الفرس وغيرهم من الشعوب الذين شعروا بالتهميش، واستغل العباسيون هذا السخط وقدموا أنفسهم كبديل أكثر عدلًا.
بالإضافة إلى تفاقم النزاعات بين القبائل العربية، خاصة بين القيسيين واليمنيين، والذي أدى إلى ضعف داخلي استغله العباسيون لصالحهم.
كما من ضمن أسباب سقوط الدولة الأموية، ضعف الحكم، حيث أنه بعد وفاة الخليفة هشام بن عبد الملك، تولى الحكم خلفاء ضعفاء لم يتمكنوا من السيطرة على الدولة، وكان آخرهم مروان بن محمد، الذي واجه تمردات واسعة، استغله العباسيون، بقيادة أبو مسلم الخراساني، وقاموا بتجنيد الفرس والموالي، وأصبح لهم قوة عسكرية هائلة في خراسان، مما مكنهم من إسقاط الأمويين بسهولة.
معركة الزاب الكبير.. الفصل الأخير
في شتاء عام 132هـ (750م)، التقى الجيشان على ضفاف نهر الزاب الكبير شمال العراق، حيث واجه جيش الخليفة الأموي مروان بن محمد قوات العباسيين بقيادة عبد الله بن علي، عم الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح.

على الرغم من شجاعة جيش مروان، إلا أن الجيش العباسي كان أكثر تنظيمًا وعددًا، خاصة مع الدعم الكبير من الفرس، وبعد قتال عنيف، تمكن العباسيون من كسر صفوف الجيش الأموي، وقطعوا الجسر على نهر الزاب، مما أدى إلى غرق أعداد كبيرة من قوات مروان، في حين فرّ الأخير باتجاه دمشق، ثم إلى مصر، حيث قُتل لاحقًا في مدينة أبو صير، لتنتهي بذلك الدولة الأموية في المشرق.
دخول العباسيين دمشق وإعلان الدولة الجديدة
بعد الهزيمة الكبرى، دخل العباسيون دمشق دون مقاومة تُذكر، حيث كانت المدينة قد فقدت أي أمل في الدفاع بعد فرار مروان، وشرع العباسيون في تصفية خصومهم السياسيين، فيما عرف بـ "المجزرة العباسية"، حيث قُتل معظم أفراد الأسرة الأموية لضمان عدم عودتهم إلى الحكم.

بداية العصر العباسي
بعد انتصارهم، أعلن أبو العباس السفاح نفسه أول خليفة عباسي، لتبدأ الدولة العباسية مرحلة جديدة من الحكم الإسلامي، واعتمد العباسيون على الفرس والموالي في إدارة الدولة، وأسسوا لاحقًا مدينة بغداد عاصمة للخلافة.
في المقابل، تمكن عبد الرحمن بن معاوية، حفيد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، من الهروب إلى الأندلس، حيث أسس هناك الدولة الأموية في الأندلس، التي استمرت لعدة قرون، محققة ازدهارًا حضاريًا كبيرًا، وشكلت نموذجًا مختلفًا من الحكم الإسلامي، استمر حتى سقوطها عام 1031م.