أفضل الأدعية في يوم عرفات.. مفتاح الرحمة ومغفرة الذنوب

يوم عرفات هو أحد أعظم أيام السنة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويقف فيه الحجاج على جبل عرفات في أهم أركان الحج، بينما يُستحب لغير الحجاج اغتنام اليوم بالدعاء والذكر والصيام. وقد ورد في الحديث الشريف قول النبي محمد ﷺ:
"خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" (رواه الترمذي).
أديعة وقفة عرفات.. اغتنم الفرصة
يوم عرفات هو يوم الدعاء المستجاب، والرحمة الواسعة، حيث يُباهي اللهُ ملائكته بعباده الواقفين على عرفات. لذا فإن أفضل ما يفعله المسلم في هذا اليوم هو الإكثار من الدعاء، بخاصة الدعاء الذي ورد في السنة. وأعظم هذه الأدعية هو التوحيد، كما بيّن الحديث النبوي، لأنه يجمع بين تعظيم الله وإفراده بالعبادة، والثناء عليه، وهو أصل كل دعاء واستجابة.

يوم عرفات يحمل في طياته بابًا مفتوحًا للرجاء والتضرع، ومن أفضل الأدعية في هذا اليوم أن يطلب العبد من ربه العفو والمغفرة، وأن يدعو لنفسه ولأهله وللمسلمين عامة. ومن الأدعية المأثورة:
"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني"،
و"اللهم اغفر لي ولوالدي، وارزقني حسن الخاتمة، وبلّغني رضاك والجنة"،
وكذلك الدعاء بصلاح الحال، وتيسير الأمور، والشفاء للمريض، والفرج للمهموم.

يوم عرفات هو الوقت الأنسب للدعاء بتغيير الحال، سواء كان الدعاء بتوبة نصوح، أو بتبديل الذنوب حسنات، أو بجبر الكسر، أو بالرزق المبارك. وقد روى الإمام مالك في "الموطأ" أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "اغتنموا الدعاء في أربع ساعات: عند نزول الغيث، وعند التقاء الجيوش، وعند إقامة الصلاة، وساعة من يوم الجمعة، ويوم عرفة"، مما يبين مكانة هذا اليوم في الاستجابة.
يوم عرفات لا يُقضى فقط في ترديد الأدعية المحفوظة، بل يُستحب أن يدعو الإنسان بما يريده من خيري الدنيا والآخرة، بكلمات من قلبه، وبنية خالصة، ويقين بأن الله كريم لا يرد من دعاه. وقد قال النبي ﷺ:
"ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" (رواه الترمذي)، وهو ما يجعل من هذا اليوم فرصة عظيمة لا تُفوّت.
يوم عرفات هو يوم الأمل، ويوم العودة إلى الله، والدعاء فيه يُرجى له القبول بإذن الله. فلتكن القلوب حاضرة، والنيات صادقة، والدعوات مرفوعة في هذا اليوم المبارك، عساه يكون بداية جديدة لمن أخلص وتوجه إلى ربه بصدق ويقين.