أحب الأعمال في يوم وقفة عرفات.. فرص عظيمة لا تُفوَّت

وقفة عرفات تُعد من أعظم الأيام في السنة الهجرية، فهي اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، الذي يُعد ركنًا أساسيًا من أركان الحج ، ويقف فيه الحجاج على صعيد عرفات ملبين ومبتهلين، بينما يُسن لغير الحجاج أن يُكثروا من الأعمال الصالحة، لما لهذا اليوم من فضل عظيم. فقد قال النبي محمد ﷺ: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة" (رواه مسلم)، مما يجعل هذا اليوم محطة روحانية لا تتكرر.
أحب الأعمال في يوم وقفة عرفات
وقفة عرفات هي فرصة نادرة لمضاعفة الأجر والتقرب إلى الله، ومن أحب الأعمال في هذا اليوم الصيام لغير الحاج، إذ جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ أنه قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (رواه مسلم). فهو يوم يُغفر فيه الذنب، وتُرفع فيه الدرجات، ويشعر فيه العبد بالقرب الشديد من ربه ، لذلك يُستحب للمسلمين صيامه طلبًا لهذا الأجر العظيم، ما لم يكونوا من الحجاج، حيث لا يُستحب لهم الصيام ليكونوا أكثر قوة وراحة لأداء المناسك.

وقفة عرفات أيضًا يوم يُستحب فيه الإكثار من الذكر والدعاء، وخصوصًا دعاء يوم عرفة، فقد قال النبي ﷺ: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" (رواه الترمذي). لذا يُستحسن أن يخصص المسلم جزءًا من يومه للدعاء لنفسه وأهله وأمته، بإلحاح ويقين بالإجابة.

وقفة عرفات لا تكتمل دون أعمال الخير التي تشمل الصدقة، وقراءة القرآن، وصلة الرحم، ومساعدة المحتاجين ، وهي أعمال قد تبدو بسيطة لكنها تحمل أثرًا عظيمًا في ميزان الحسنات، خاصة إذا أُنجزت بنيّة خالصة في هذا اليوم الجليل.
وقفة عرفات ليست مجرد يوم من أيام التقويم الهجري، بل هي هبة ربانية تتجدد كل عام، تمنح المؤمن فرصة عظيمة للتوبة، والتقرب، والتطهير من الذنوب ، فمن أدرك هذا اليوم وعمل فيه بجد، كان له نصيب من الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو أمل يتسابق إليه الصالحون.