الإرهاب يُجبر المجلس الإسلامي في الكونغو على تعليق التراويح.. ومرصد الأزهر يعقب

أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريرًا حول الأوضاع الأمنية المتدهورة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قرر المجلس الأعلى للمسلمين تعليق صلاة التراويح في المدن الشرقية بسبب تصاعد أعمال العنف التي تمارسها الحركات المتمردة والمليشيات المسلحة.
تعليق صلاة التراويح في شرق الكونغو
أعلن الشيخ ياسين كابونجو، رئيس فرع المجلس الإسلامي في مدينة بوكافو، أن المجلس أفتى بعدم إقامة صلاة التراويح في المساجد الواقعة في المناطق الشرقية التي تسيطر عليها حركة "إم 23" المتمردة. وأوضح أن الأوضاع الأمنية المتردية لا تسمح بخروج المواطنين ليلًا أو تجمعهم في المساجد، مما دفع المجلس لاتخاذ هذا القرار حفاظًا على الأرواح.
وأوصى المجلس المسلمون المقيمون بالقرب من المساجد بجمع صلاتي المغرب والعشاء والعودة إلى منازلهم قبل حلول الظلام. كما حثّ المسلمين الذين يسكنون بعيدًا عن المساجد على أداء الصلاة في منازلهم تجنبًا لأي مخاطر أمنية.
تصاعد العنف في شرق الكونغو
تشهد منطقة شرق الكونغو الديمقراطية تصاعدًا في أعمال العنف والاضطرابات الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة، ما زاد من معاناة المسلمين في البلاد مع حلول شهر رمضان. وأكد التقرير أن شهر الصيام الذي يُعد فرصة للتواصل الاجتماعي ونشر قيم السلام أصبح الآن مصدر قلق وخوف بسبب تزايد الهجمات المسلحة.
وأشار مرصد الأزهر إلى أن الحركات المتمردة والمليشيات المسلحة تتساوى في التوجهات والأهداف مع التنظيمات الإرهابية، حيث تعتمد جميعها على العنف والقوة لتحقيق مصالحها، مؤكدًا أن المحصلة النهائية لهذه الأعمال هي إراقة الدماء، وانهيار المجتمعات، واستمرار معاناة الأوطان.
توزيع المسلمين في جمهورية الكونغو الديمقراطية
يبلغ عدد المسلمين في جمهورية الكونغو الديمقراطية حوالي 10 ملايين نسمة، أي ما يعادل 15% من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 77 مليون نسمة. ويتمركز معظمهم في العاصمة كينشاسا وبعض المدن الشرقية مثل غوما وبوكافو وماسيس وماكاتو كاساي. ويعاني المسلمون في تلك المناطق من تداعيات العنف المتصاعد الذي تمارسه الجماعات المسلحة.
دعوة لتحمل المسؤولية ووقف العنف
أكد مرصد الأزهر في تقريره أن الإرهاب بمختلف أشكاله سواء الذي يتستر بالدين أو الذي يُمارَس تحت غطاء التمرد والسيطرة بالقوة، يؤدي إلى نتيجة واحدة: دماء تراق وأوطان تعاني ومجتمعات تنهار.
ودعا المرصد جميع الأطراف الفاعلة في القارة الإفريقية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل الجاد على وقف نزيف الدماء وتحقيق الأمن والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خصوصًا في هذا الشهر الفضيل الذي يجسد معاني الخير والسلام.
موقف مرصد الأزهر من الإرهاب
يدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف كافة أشكال العنف والإرهاب في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤكدًا أن الحل يكمن في التكاتف الدولي والمحلي لمواجهة هذه التحديات الأمنية. كما شدد المرصد على ضرورة تعزيز قيم التسامح والسلام ونبذ الكراهية لتحقيق مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا لشعوب المنطقة.