عاجل

«إنسانية 123» .. سودانية تضع مولودتها داخل سيارة إسعاف في الشرقية

المسعف والسائق الذين
المسعف والسائق الذين انقذا السيدة

شهدت محافظة الشرقية، تحديدًا في نطاق مدينة بلبيس، واقعة إنسانية مؤثرة جسّدت عمق العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني، حيث وضعت سيدة سودانية الجنسية مولودتها داخل سيارة إسعاف مصرية بمساعدة الطاقم الطبي، في مشهد يعكس روح الأخوّة والتكافل.

سيدة في العقد الثالث

كانت السيدة، وهي في العقد الثالث من عمرها، تقيم مع أسرتها في مزرعة بالمنطقة، وتستعد لاستقبال مولودتها، غير أن آلام المخاض باغتتها بشكل مفاجئ، ولم يكن في الجوار من يلبّي نداء الاستغاثة، سارع زوجها، وهو لا يملك وسيلة نقل سوى دراجة نارية، بحثًا عن النجدة حتى وصل إلى نقطة إسعاف "المصانع"، حيث كانت تتمركز سيارة الإسعاف كود 1165.

 

طرق الزوج الباب بعنف، ليخرج على الفور كلّ من المسعف وحيد عبد المنعم محمد، وزميله فني القيادة حسن محمد حسن، اللذان لم يترددا لحظة في الاستجابة للنداء الإنساني دون أي اعتبار لهوية المريض أو حالته الاجتماعية أو ما إذا كان يملك تأمينًا صحيًا.

فريق الإسعاف

قاد الزوج فريق الإسعاف إلى موقع الزوجة داخل المزرعة، وعلى الفور تم نقلها إلى سيارة الإسعاف تمهيدًا للوصول إلى المستشفى، لكن لم تُمهلهم اللحظات، إذ بدأت السيدة في الوضع داخل السيارة. 

وضعت السيدة طفلتها

وتعامل المسعف "وحيد" باحترافية عالية، حيث قام بتهدئة الأم وتوجيهها، إلى أن وضعت السيدة طفلتها التي كانت بكامل صحتها، ليبدأ فورًا في قطع الحبل السري وتجفيف الطفلة وتحفيزها، والتأكد من انتظام تنفسها، إلى جانب متابعة العلامات الحيوية للأم.

جاء بكاء الطفلة السودانية إعلانًا سعيدًا عن ميلادها خارج حدود وطنها، لكن وسط أيدٍ احتضنتها كأهل وأشقاء، لم تكن هذه الواقعة مجرد حالة إسعاف طارئة، بل رسالة إنسانية تجسّد ما تكنّه مصر من محبة واحتضان لأشقائها.

الطاقم الطبي بالاسعاف

أكد بيان الهيئة أن ما فعله الطاقم الطبي بالاسعاف، يؤكد أن شريان النيل الذي يربط مصر والسودان لا يجري فقط بالماء، بل بروح الوحدة والتكافل.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من القصص الإنسانية التي تسطرها هيئة الإسعاف المصرية على مدار 123 عامًا من العطاء والخدمة.

تم نسخ الرابط