عاجل

أسامة حمدي: زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر تمهد لتطبيع العلاقات الثنائية

أسامة حمدي محلل الشئون
أسامة حمدي محلل الشئون الإيرانية

في تطور دبلوماسي لافت، أكد أسامة حمدي، محلل الشئون الإيرانية، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مصر تأتي في وقت حاسم بهدف استئناف العلاقات بين البلدين، بعد انقطاع دام لعقود. وأوضح حمدي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم" أن الزيارة تفتح الباب أمام تطبيع العلاقات الإيرانية المصرية، واستعادة مسارها الطبيعي الذي كان قائماً قبل عام 1979، عندما قررت إيران قطع العلاقات على خلفية توقيع مصر لمعاهدة كامب ديفيد.

إعادة العلاقات 

وأشار حمدي إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور بين مصر وإيران لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما، موضحاً أن مصر وإيران هما قوتان كبيرتان في منطقة الشرق الأوسط، ولكل منهما حضارة عريقة تمتد عبر التاريخ. وأضاف أن المنطقة حالياً تمر بمرحلة فارقة من الأزمات والصراعات، مما يستدعي ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة.

وأكد حمدي أن الزيارة تسعى في المقام الأول إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين مصر وإيران، من خلال إعادة فتح السفارات في كلا البلدين، بعد أن اقتصرت العلاقات الدبلوماسية على "مكاتب رعاية المصالح" منذ قطع العلاقات قبل أكثر من 40 عامًا.

دور مصر في مفاوضات غزة

وأضاف حمدي أن أحد الأهداف الرئيسية للزيارة هو تعزيز التعاون بين إيران ومصر في ملف غزة. وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني يدرك تماماً دور مصر البارز في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، حيث قامت مصر بدور محوري في الوساطة بين حماس وإسرائيل.

وأوضح حمدي أن إيران تسعى إلى دعم مصر في تعزيز مطالب حماس التي تتضمن ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى تدفق المساعدات الإنسانية عبر الأونروا ومنظمات الأمم المتحدة. ورغم علاقات إيران القوية مع حماس، فإنها ترغب في التنسيق مع مصر لضمان عدم هزيمة الحركة أو استبعادها من القطاع.

موقف مشترك

وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا ولبنان، أكد حمدي أن الزيارة ستتناول هذا الملف الهام. حيث تتفق مواقف مصر وإيران على رفض الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة العربية في كل من سوريا ولبنان. وأضاف حمدي أن إيران تأمل في أن تلعب مصر دوراً مهماً في وقف هذه الاعتداءات، خصوصاً في لبنان، حيث يشكل حزب الله جزءاً مهماً من الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.

 فرص للتعاون والتبادل التجاري

واختتم "حمدي" تصريحاته بالحديث عن المحور الاقتصادي في الزيارة، حيث أكد أن أحد الأهداف الرئيسية للعلاقات المستقبلية بين مصر وإيران هو تعزيز التعاون الاقتصادي. وتابع أن هناك دراسة مشتركة بين البلدين لفتح أبواب التبادل التجاري، في ظل الاهتمام الإيراني بالتوسع في صناعة السجاد والمنتجات الزراعية، وهي قطاعات يمكن لمصر أن تستفيد منها بشكل كبير.

كما أشار حمدي إلى إمكانية إزالة التأشيرات بين البلدين، وهو ما سيعزز السياحة الإيرانية إلى مصر، خاصة زيارة المواقع المقدسة في القاهرة والإسكندرية، مثل مقامات آل البيت، وهي خطوة ستزيد من التبادل الثقافي والاقتصادي بين الشعبين.

تم نسخ الرابط