عباس عراقجي في القاهرة.. تنسيق إقليمي ومفاوضات نووية في الأفق

قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مصر هذه المرة تحمل معنيين رئيسيين.
المعنى الأول يتمثل في حرص إيران على اطلاع شركائها والدول الصديقة في الإقليم على مجريات الأمور مع الولايات المتحدة، خاصةً فيما يتعلق بالجولة السادسة المحتملة من المفاوضات النووية التي ترعاها عمان، وسط تصاعد التوتر بين إيران ووكالة الطاقة الذرية، والأحاديث المتداولة عن اتفاق مرحلي مؤقت.
وأشار "أبو النور" إلى أن وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي كان يجري اتصالات مكثفة مع كافة أطراف المفاوضات، بما في ذلك الوسيط العماني والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إلى جانب عباس عراقجي، قبل وخلال الجولات الخمس السابقة.
إعادة الروابط الإيرانية
المعنى الثاني يتعلق بتعميق العلاقات الثنائية بين مصر وإيران، حيث تسعى طهران لإعادة العلاقات التي انقطعت منذ عام 1979، في محاولة لاستخلاص مواقف مصرية مؤيدة لنهجها الإقليمي في قضايا ذات اهتمام مشترك مثل استقرار سوريا والعراق، وإعادة الروابط الإيرانية مع الدول العربية، لا سيما دول الخليج التي شهدت توتراً بعد أزمة اقتحام السفارة السعودية بطهران عام 2016.
وأضاف "أبو النور" أن الزيارة تأتي في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، حيث تسعى إيران للاستثمار في التوتر الحاد بين مصر وإسرائيل بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، في محاولة لتعزيز علاقتها مع مصر التي اختارت دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان.
من المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة يوم الاثنين لإجراء محادثات تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية، ومن المتوقع أن تتصدر الحرب الدائرة في غزة جدول أعمالها.
أول زيارة من نوعها
ووفقًا لمصادر دبلوماسية إيرانية، سيجري عراقجي مباحثات حول "سبل تطوير العلاقات الثنائية والنهوض بها، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية في غزة".
وتمثل هذه الزيارة خطوة مهمة في مساعي طهران الدبلوماسية الأوسع لتطبيع العلاقات مع عواصم إقليمية رئيسية، بعد تقاربها مع المملكة العربية السعودية العام الماضي.
وأفادت المصادر نفسها أن عراقجي سيطلع المسؤولين المصريين أيضًا على تقدم المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، التي توسطت فيها عُمان منذ 12 أبريل. وأضاف أحد المصادر أن "وزير الخارجية الإيراني قد يزور دولة أو دولتين أخريين في المنطقة في إطار سياسة إيران الرامية إلى تعزيز العلاقات والتعاون مع دول المنطقة".