خطيب بالأوقاف: إبراء الذمم سر قبول الأعمال الصالحات في عشر ذي الحجة

أكد الدكتور أسامة عوض عبد الله إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن العشر الأول من ذي الحجة أيام مباركة، ولفضلها أقسم المولى سبحانه بها في كتابه الكريم حيث قال: وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1،2].
وأخرج البخاري من حديث ابن عباس 4 رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
سر قبول الأعمال الصالحات
وقال خطيب الأوقاف في مقطع فيديو له يسرع المسلمون في هذه الأيام إلى أن يجتهدوا في العبادة من صلاة وقراءة القرآن، وذكر لله تعالى، واستغفار، وصلة رحم، وغيرها، ويغفل الكثير عن سر القبول لهذه الأعمال الصالحات ألا وهو إصلاح ذات البين برد الحقوق إلى أهلها، ومراعاة حسن الجوار، وإصلاح ذات البين ،فالله تعالى قال في كتابه العزيز «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {الأنفال: 1} " ، وإصلاح ذات البين هو إبراء الإنسان من الحقوق المتعلقة بالعباد.
وأوضح خطيب الأوقاف أن رد الحقوق إلى أهلها يتمثل في إعطاء الوارث حقه من الميراث، فلا يجوز حرمان أحد الورثة مما فرضه الله له، لما أخرجه البيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ قَطَعَ مِيرَاثا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ.
أضاف خطيب الأوقاف: فكما أننا نتواصى في هذه الأيام المباركة بالصلاة والذكر وبالتسبيح والتكبير والتحميد لله، وقراءة القرآن، فإننا نتواصى أيضا برد الحقوق إلى أهلها، وبراءة الذمم منها، فالله تعالى يقول «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ".
قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {الأنفال: 1} " وقال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى: 40} "