خبير شؤون إسرائيلية:مجازر الاحتلال في غزة وسيلة ضغط بمفاوضات الأسرى

قال دكتور سهيل دياب، خبير الشؤون الإسرائيلية، عن تصاعد المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. أوضح دياب أن توقيت هذه المجازر مرتبط بشكل مباشر بالمفاوضات الجارية حول صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث تسعى إسرائيل لاستغلال الموقف الأمريكي الداعم لها لمواصلة سياساتها في القتل الجماعي والتجويع كوسيلة للضغط على الفلسطينيين وفرض شروطها في أي صفقة قادمة.
وأكد دياب خلال مداخلة عبر قناة “ اكسترا نيوز " ، أن الاحتلال يعتمد على الجمع بين استخدام الجوع كأداة عسكرية وسياسية، إلى جانب الضغط العسكري المباشر، بهدف إذلال الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بالشروط الإسرائيلية. وأشار إلى أن إسرائيل وسعت عملياتها العسكرية مؤخرًا في شمال القطاع، مما زاد من معاناة الفلسطينيين هناك، حيث يواجهون خطر الإبادة الجماعية وشلال دم لا يتوقف، إضافة إلى سياسة التجويع الممنهجة.
من ناحية أخرى، يرى دياب أن كلا الطرفين في مأزق حقيقي؛ فالفلسطينيون يعانون من الإبادة والتجويع، بينما تواجه إسرائيل خطر فقدان الأسرى الإسرائيليين في غزة إذا استمرت العمليات العسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى هزة داخلية كبيرة في المجتمع الإسرائيلي، بالإضافة إلى تصاعد الضغوط الدولية، خاصة من الدول الأوروبية، لاتخاذ خطوات إضافية ضد إسرائيل.
مجازر الاحتلال في غزة وسيلة ضغط في مفاوضات الأسر
وأضاف دياب أن الجميع يدرك حتمية التوصل إلى صفقة، لكن الخلاف الأساسي يكمن في أن الفلسطينيين يشترطون وقف الحرب مقابل أي صفقة، بينما تسعى الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى استعادة الأسرى فقط ثم مواصلة العمليات العسكرية. ويعتقد دياب أن الموقف وصل إلى نقطة صفرية؛ فلا الفلسطينيون سيقبلون بصفقات دون وقف الحرب، ولا الحكومة الإسرائيلية ستقبل بوقف الحرب خوفًا من سقوطها وذهاب نتنياهو للسجن.
واختتم دياب بأن الحل يكمن في أمرين: ضمانات أمريكية للجانب الفلسطيني، ودور فاعل للوسطاء العرب، خاصة مصر وقطر، في الضغط على الولايات المتحدة لاتخاذ موقف واضح يمنح الفلسطينيين هذه الضمانات. وأكد أن جميع الأطراف لا تملك خيارًا سوى التوجه نحو صفقة في نهاية المطاف، مع استمرار متابعة التطورات خلال الفترة المقبلة.