الرفق بالحيوان: لا نملك رقمًا رسميًا عن الكلاب الضالة والإبادة ليست حلا

قالت منى خليل، رئيس اتحاد جمعيات الرفق بالحيوان، إن الأزمة الحقيقية في ملف الكلاب الضالة تكمن في غياب الثقافة المجتمعية، مشيرة إلى وجود خلط بين الخوف الطبيعي من الحيوانات، خاصة لدى من يعانون من "فوبيا"، وبين التحريض غير المبرر ضدها.
الرفق بالحيوان
وأضافت خليل، خلال لقائها في برنامج "أحداث الساعة" على قناة "إكسترا نيوز"، أن الجدل الدائر بشأن أعداد الكلاب في الشوارع يفتقر لأي مرجعية علمية، موضحة أنه لا توجد حتى الآن جهة حكومية أو أهلية أعلنت عن رقم موثق بشأن عدد الكلاب الضالة في مصر.
وأوضحت: "لا توجد إحصاءات دقيقة حتى عن الحيوانات الأليفة داخل المنازل، فكيف نتحدث عن الضالة؟"، مشددة على أن التعامل الجاد مع الملف يجب أن يبدأ بإجراء إحصاء رسمي دقيق وشامل، يتولاه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أو وزارة الزراعة.
ونبّهت إلى أن أي حديث عن حلول جذرية، سواء كانت تنظيمية أو رقابية، لا يمكن أن يتم دون قاعدة بيانات علمية ومعتمدة، معتبرة أن بعض الطروحات حول "الإبادة" لا تستند إلى منطق ولا إلى استراتيجية واضحة.
واختتمت منى خليل حديثها بالتأكيد على أن الحل يجب أن يكون متوازنًا يجمع بين السلامة العامة وحقوق الحيوان، داعية إلى إطلاق حملات توعية واسعة لتغيير النظرة المجتمعية تجاه الحيوانات في الشوارع.
تجوب الكلاب الضالة شوارع مصر بلا رقيب، تتحرك في جماعات وقطعان، وتنتشر في الأحياء السكنية والمناطق الحيوية، لتتحول من مشهد معتاد إلى تهديد حقيقي لأمن وسلامة المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن.
ملف الكلاب الضالة
وقد أصبحت حوادث العقر والترويع جزءًا من المشهد اليومي في عدد من المحافظات، حيث تسجل المستشفيات بشكل متكرر إصابات بعضها يخلّف آثارًا جسدية ونفسية طويلة الأمد، فيما تنتهي أخرى بمآسٍ مفجعة تصل إلى حد الوفاة.
ورغم المناشدات المتكررة من الأهالي والجهات المحلية، لا تزال الظاهرة في تصاعد ملحوظ، وسط غياب استراتيجية واضحة وشاملة من الجهات المعنية للتعامل مع الأزمة. فالجهود الحالية، رغم أهميتها، تبقى جزئية وغير مستدامة، وتعتمد غالبًا على حملات محدودة لا تكفي لاحتواء انتشار الكلاب أو للحد من خطورتها على الصحة العامة.