عاصفة الإسكندرية.. الأرصاد تكشف الأسباب الرئيسة للظواهر الجوية المفاجئة|فيديو

علّقت الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بُعد بالهيئة العامة لـ الأرصاد الجوية، على عاصفة الإسكندرية، والظواهر الجوية المفاجئة التي ضربت المحافظة مؤخرًا، مؤكدة أن الهيئة أصدرت تحذيرات مسبقة بشأن حالة الطقس، لكنها أوضحت أن العاصفة كانت أقوى من التوقعات التقليدية في هذا التوقيت من العام.
عاصفة الإسكندرية.. قوة العاصفة فاقت المعدلات الموسمية
قالت الدكتورة إيمان شاكر، في مداخلة هاتفية لبرنامج "مع خيري" على قناة المحور الفضائية،: "نحن بالفعل أصدرنا توقعات بسقوط أمطار متوسطة إلى خفيفة ورعدية على السواحل الشمالية، وذكرنا أنها ستبدأ من مطروح، مرورًا بالضبعة، ثم تتحرك نحو عاصفة الإسكندرية إلى المحافظة، وهو ما حدث بالفعل".
وأضافت الدكتورة إيمان شاكر أن تلك الأمطار تأتي ضمن النطاق المتوقع لموسم نهاية مايو، لكنها لم تكن بالحِدة التي شهدتها عاصفة الإسكندرية ليلة، مشيرة إلى أن الظاهرة كانت نتيجة تفاعل كتلة هوائية باردة قادمة من طبقات الجو العليا مع الكتلة الهوائية الحارة القريبة من سطح الأرض.
سحب رعدية ورياح تسببت في الأمطار والبرد
أوضحت الدكتورة إيمان شاكر أن ما حدث ليس فقط نتيجة أمطار اعتيادية، بل نتج عن سحب رعدية كثيفة مصحوبة برياح هابطة وحبات برد، وهي ظواهر جوية تحدث عندما ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير ثم تتقاطع مع تيارات هوائية باردة في طبقات الجو العليا، مما في عاصفة الإسكندرية التي أدت إلى عدم استقرار عنيف ومفاجئ في الطقس.
وأشارت الدكتورة إيمان شاكر إلى أن الهيئة نبّهت عبر بياناتها الرسمية أن الأمطار ستكون رعدية، وهو تحذير كافٍ لمحافظات الساحل التي تعرف كيفية التعامل مع مثل هذه الظواهر مثل عاصفة الإسكندرية، لافتة إلى أن المواطنين في تلك المناطق اعتادوا على مثل هذه الحالات، لكن الفارق هذه المرة كان في شدة الزخم الجوي الذي لم يكن متوقعًا بهذه القوة
هل يمكن التنبؤ بمثل هذه العواصف بدقة أكبر؟
طرحت الدكتورة إيمان شاكر تساؤلًا مهمًا يتعلق بإمكانية التنبؤ الدقيق بمثل هذه العواصف المفاجئة، مؤكدة أن التكنولوجيا الحديثة تسمح بالتنبؤ العام، ولكن التحولات الدقيقة والمفاجئة في طبقات الغلاف الجوي يمكن أن تُحدث تغييرات قوية في وقت قصير مثل ما حدث في عاصفة الإسكندرية، وهو ما يُصعّب أحيانًا تحديد شدة العاصفة بدقة تامة قبل حدوثها.
وأضافت: "العلم يتطور، ونحن نتابع التغيرات لحظة بلحظة، لكن هناك دائمًا هامش مفاجآت، خاصة في فصل الانتقال ما بين المواسم".
هيئة الأرصاد تناشد المواطنين
وفي ختام المداخلة، دعت إيمان شاكر المواطنين إلى الاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية المصرية، مشيرة إلى أن الهيئة تبذل جهدًا كبيرًا في إصدار التحذيرات والتوقعات بشكل منتظم.
كما طالبت بعدم الاعتماد فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، بل الرجوع إلى المصادر المعتمدة، خاصة خلال فترات التقلبات المناخية.

عواصف نهاية مايو.. ظاهرة غير معتادة
تؤكد الأرصاد الجوية أن ما حدث في الإسكندرية لا يُعد ظاهرة نادرة تمامًا، بل هو جزء من الطبيعة الانتقالية للطقس بين فصلي الربيع والصيف، حيث تكثر حالات عدم الاستقرار الجوي وتتشكل السحب الركامية والرعدية.
ويبقى الوعي المجتمعي والمتابعة الدقيقة للتقارير الرسمية هو خط الدفاع الأول لمواجهة المفاجآت الجوية، والحفاظ على سلامة المواطنين والبنية التحتية في مواجهة الظواهر الطبيعية.