الأرصاد: عاصفة الإسكندرية ليست استثناءً.. تغيرات مناخية عنيفة تضرب البلاد

أكد الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن موجة الطقس العنيفة التي شهدتها محافظة الإسكندرية مؤخرًا، والتي تسببت في ما يُعرف إعلاميًا بـ "عاصفة الإسكندرية"، ليست حالة استثنائية أو معزولة، بل تأتي في إطار التأثيرات الواضحة للتغيرات المناخية العالمية.
وأوضح الدكتور محمود القياتي ، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناةCBC ، أن ما حدث من تقلبات جوية قوية بسبب التغيرات المناخية، خاصة هطول الأمطار الغزيرة والرعدية مما أدى إلى عاصفة الإسكندرية، يرجع إلى تأثر البلاد بمنخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا، ساهم في تكوّن سحب رعدية كثيفة أثّرت بشكل خاص على السواحل الشمالية ومحافظات الوجه البحري.
فصل الربيع مستمر
لفت الدكتور محمود القياتي إلى أن كثيرًا من المواطنين يظنون أن فصل الصيف قد بدأ، إلا أن الحقيقة العلمية تؤكد أننا لا نزال في فصل الربيع، الذي يستمر حتى 20 يونيو، مشيرة إلى أن هذه الفترة من العام عادة ما تشهد تغيرات مناخية حادة وسريعة والسبب وراء عاصفة الإسكندرية، لكن ما يزيد من حدة تلك الظواهر هو الاضطراب المناخي العالمي الذي يؤثر على نمط الفصول التقليدي.
وأوضح الدكتور محمود القياتي: "بسبب التغيرات المناخية، نشهد من حين إلى آخر عنفًا غير معتاد في الظواهر الجوية، وهو ما حدث بالفعل في عاصفة الإسكندرية، ومن المحتمل أن نشهد تكرار هذه الأوضاع خلال الأيام المقبلة في مناطق أخرى".
توقعات الطقس
أوضح الدكتور محمود القياتي أن الفترة المقبلة قد تشهد تساقطًا جديدًا للأمطار بسبب التغيرات المناخية، خاصة على السواحل الشمالية ومناطق من الوجه البحري، منوهًا إلى أن الهيئة أصدرت تنويهًا رسميًا قبل بدء الحالة الأخيرة، حذّرت فيه من الاضطرابات الجوية المحتملة
وأضاف الدكتور محمود القياتي أن العوامل الجوية المساعدة، مثل حركة الرياح ودرجات الحرارة والرطوبة، كلها ساهمت في تفاقم الحالة الجوية "التغيرات المناخية"، والتي ضربت الشريط الساحلي الغربي لمصر، داعيًا المواطنين إلى متابعة النشرات الجوية بشكل مستمر للحصول على التحديثات الفورية.
التغيرات المناخية
أوضح الدكتور محمود القياتي أن مصر، كغيرها من دول العالم، لم تعد بمنأى عن التغيرات المناخية، وأن ما نشهده من اضطرابات جوية هو نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية العالمية التي تؤثر على توازنات الطقس، وتجعل من الصعب التنبؤ بمواسم محددة للحر أو البرودة أو الأمطار كما كان في السابق.
وأكد الدكتور محمود القياتي أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية تعمل باستمرار على رصد وتحليل هذه التغيرات، وتصدر التحديثات والتحذيرات في الوقت المناسب، للحفاظ على سلامة المواطنين وتقليل الأضرار الناتجة عن الحالات الجوية المفاجئة.

تحذيرات ونصائح للمواطنين
اختتم القياتي حديثه بتوجيه نصائح مهمة للمواطنين، خاصة القاطنين في المناطق الساحلية أو التي قد تتعرض لأمطار غزيرة، مشددًا على أهمية الالتزام بالتحذيرات الرسمية، وتوخي الحذر أثناء القيادة، وتجنب الوقوف تحت الأشجار أو اللوحات الإعلانية أثناء العواصف الرعدية.
كما نصح بمتابعة النشرات الجوية عبر المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي.
التقلبات الجوية الأخيرة، وعلى رأسها عاصفة الإسكندرية، ليست سوى مظهر من مظاهر تغير المناخ، ويُتوقع استمرار مثل هذه الحالات خلال الربيع. الهيئة العامة للأرصاد الجوية تواصل مراقبة الوضع وتدعو المواطنين للحيطة والاستعداد.