الأوضاع تتفاقم في غزة.. ارتفاع حصيلة الشهداء وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة

وسط تصعيد عسكري عنيف، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي عنيف على مختلف مناطق قطاع غزة، مخلفة عشرات الشهداء ودمارًا شاملاً في البنية التحتية والمرافق المدنية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة بسبب المجاعة وتفاقم أوضاع النازحين.
دمار شامل في الأحياء الشرقية
رصد بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية"، من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استمرار الهجمات الجوية والمدفعية التي تطال الأحياء الشرقية للمدينة، مثل عبسان، بني سهيلا، خزاعة، وقرارة، مؤكدًا أن هذه المناطق باتت شبه ممسوحة عن الخارطة الجغرافية نتيجة القصف المتواصل منذ أسابيع، حيث لا تزال جثث الضحايا تحت الأنقاض، بينما يُمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول الآمن.
وأكد بشير جبر: "في مشهد مأساوي وصفه سكان قطاع غزة بـ"المجزرة"، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي، التي تصنفها إسرائيل بأنها منطقة "آمنة" لتقديم المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين على الأقل، بينهم نساء وأطفال".
وتثير هذه الهجمات تساؤلات واسعة حول مصداقية التصنيفات الإسرائيلية للمناطق "الآمنة" في قطاع غزة، في ظل استمرار استهدافها المتكرر للأحياء السكنية ومراكز الإيواء.
دير البلح والبريج
لم تكن المحافظة في قطاع غزة الوسطى في منأى عن القصف، حيث تعرضت مناطق شرقية منها، خاصة شرق دير البلح ومخيم البريج، إلى وابل من القذائف المدفعية الإسرائيلية، وأسفرت هذه الهجمات عن نزوح عشرات العائلات إلى مناطق أخرى أكثر ازدحامًا، في ظل ظروف إنسانية متدهورة وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية مثل الماء والغذاء والرعاية الطبية.
في قلب قطاع غزة، تعرض محيط المسجد العمري والمستشفى المعمداني لغارات عنيفة ومتكررة خلال الساعات الماضية، وأفاد شهود عيان بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية تستهدف المنازل السكنية بشكل مباشر، دون سابق إنذار، ما يضاعف أعداد الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين العزل، وتحلق الطائرات الحربية في أجواء المدينة منذ فجر اليوم، في وقت لم تهدأ فيه أصوات الانفجارات.
غزة تختنق
وفي شمال قطاع غزة، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في جباليا، بيت لاهيا، وبيت حانون، حيث تتعرض هذه المناطق لسلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف.
ووفقًا لتقارير جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، فإن الاحتلال دمر خلال الـ48 ساعة الماضية أكثر من 60 منزلًا وعمارة سكنية، معظمها كانت تأوي نازحين فروا من مناطق القتال الأخرى.

حصيلة الشهداء تتصاعد
بحسب المصادر الطبية والدفاع المدني، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ صباح اليوم إلى 26 شهيدًا على الأقل، فيما تتواصل عمليات البحث تحت الأنقاض في مختلف المحافظات، ويزداد القلق الدولي من تفاقم الأزمة الإنسانية والمجاعة التي تلوح في الأفق، مع تعذر وصول المساعدات وغياب الممرات الآمنة للنازحين.
يتفاقم المشهد الإنساني في قطاع غزة مع كل يوم من التصعيد، في ظل استمرار القصف، وتعطّل الإغاثة، وتزايد أعداد الشهداء والنازحين، بينما المجتمع الدولي يكتفي بالتحذير، يعيش ملايين الفلسطينيين تحت الخطر اليومي، في انتظار تدخل جاد ينقذ الأرواح ويوقف دوامة الموت والدمار.