عاجل

خالد الجندي يوضح فضل فريضة الحج وكرامة من لم يسافر

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن فريضة الحج من أعظم ما شرعه الله لعباده، وهي ليست فقط رحلة للجسد، بل مقامٌ للروح وسُموٌّ للقلوب. 

ولفت إلى أن فضل هذه الفريضة المباركة لا يقتصر على من كُتب له أداء المناسك وزيارة البيت الحرام، بل يمتد أيضًا ليشمل من حُرم منها لسبب أو لآخر، مؤكدًا أن كرم الله لا يُحرم منه أحد.

جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc"، حيث تناول فضيلة الشيخ خالد الجندي أبعاد فريضة الحج الروحية والمعنوية، إلى جانب الأبعاد الفقهية والعملية لهذه الشعيرة.

ذكر الله أجرٌ مماثلٌ للمحروم

أوضح الشيخ خالد الجندي أن من يؤدي الحج بنية صادقة وإخلاص لله، دون رفث أو فسوق، فقد وعده النبي ﷺ بأجر عظيم، كما جاء في الحديث الشريف: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، مشيرًا إلى أن هذا الأجر لا يضاهيه شيء، حيث يُمحى عن الحاج كل ذنب، ويعود بصحيفة بيضاء خالية من الخطايا.

وشدد الشيخ خالد الجندي على أن من لم يُكتب له أداء فريضة الحج هذا العام، أو في أي عام، لم يُحرم من الأجر، فهناك "عبادات بديلة" فتحها الله لعباده تعويضًا عن فوات فرصة الحج، ومنها الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير، وهي عبادات خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان.

العبادة التعويضية

استشهد الشيخ خالد الجندي بقصة شهيرة من السيرة النبوية، حين جاء فقراء الصحابة إلى رسول الله ﷺ يشتكون أنهم لا يملكون المال ليفعلوا ما يفعله الأغنياء في فريضة الحج والصدقات، فقال لهم النبي ﷺ: "أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه أدركتم من سبقكم ولم يسبقكم أحد إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ تسبحون دبر كل صلاة 33، وتحمدون 33، وتكبرون 33".

وأوضح الجندي أن هذه "العبادة البديلة" تمثل عدلًا إلهيًا ورحمة كبرى من الخالق، حيث لا يُحرم الفقير أو العاجز من نيل الأجر والثواب، طالما كان قلبه معلقًا بالله ولسانه ذاكرًا وطاعته قائمة.

أمثلة على رحمة الشريعة

ضرب الشيخ خالد الجندي مثالًا آخر بقوله: "كما أن المرأة المعذورة شرعيًا في وقت المانع تُؤجر على نيتها وكأنها أدّت العبادات، فإن الفقير كذلك له طريق بديل يتساوى فيه مع الغني، ولا يُحرم من فضل الله".

وأضاف الشيخ خالد الجندي أن فضل الله واسع لا يُقصي أحدًا، وفريضة الحج الحقيقي ليس مجرد السفر إلى مكة، بل رحلة القلب إلى الله، وقال: "من لم يصل للكعبة بجسده، يمكن أن يصل بقلبه وذكره وطاعته، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا".

الشيخ خالد الجندي 
الشيخ خالد الجندي 

رسالة أمل وروحانية

اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه برسالة طمأنة إلى كل من لم يتمكن من أداء فريضة الحج هذا العام، قائلًا: "لا تحزن.. باب القرب من الله مفتوح.. ورب دعاء وتسبيحة ترفعك درجات كما يرفع الحج من أدّاه بصدق"، مؤكدًا أن الإخلاص والنية الطيبة هما الأساس في كل عبادة، سواءً كانت جسدية أو قلبية.

وبهذه الرؤية المتكاملة، قدّم الجندي فهمًا رحيمًا وإنسانيًا وعميقًا لفريضة الحج، مؤكدًا أن الغاية من العبادة هي القرب من الله، لا مجرد الحركة أو الشكل، في دعوة مفتوحة لكل مسلم لتعظيم الشعائر بطريقته وبظروفه، دون شعور بالحرمان أو القصور.

تم نسخ الرابط