خالد الجندي: الإسلام والجمال علاقة راسخة حتى في أصعب المواقف

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الدين الإسلامي قائم على الجمال في كل تفاصيله، حتى في حالات الانفصال والطلاق، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم يوجهنا نحو "الصِّراح الجميل" في قوله تعالى: "فَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا"، وهي آية تحمل في طياتها رسالة إنسانية وأخلاقية عظيمة.

وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة الخميس من برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن وجود كلمة "جميلًا" في النص القرآني ليس اعتباطيًا، بل يعبر عن أن الطلاق له صورتان: طلاق راقٍ يتسم بالاحترام، وآخر قبيح مليء بالخصومة والتشهير.

هل جزاء العِشرة التشهير؟

انتقد الشيخ خالد الجندي بشدة تحول الطلاق في كثير من الأحيان إلى ساحة لتبادل الإهانات وانتهاك الكرامة، متسائلًا: "هل جزاء سنوات العِشرة أن تنتهي بفضائح وسباب وكسر للخواطر؟! أين أخلاق الدين؟ وأين التعاليم التي تحث على الإحسان حتى في الانفصال؟".

وأكد الشيخ خالد الجندي أن الطلاق، كما صوّره القرآن، ليس ساحة حرب بل مناسبة للتحلي بمكارم الأخلاق، وأن من كان صادقًا في إيمانه، عليه أن يُسرّح زوجته برقي واحترام، ويدعو لها بالتوفيق، ويعترف بفضلها في حياته.

رابطة لا تنقطع

شدد الشيخ خالد الجندي على أن الزوجة السابقة تظل دائمًا "أم الأولاد"، وهذه صلة قرابة لا تُقطع، بل يجب أن تُكرّم وتُحترم، مهما بلغ الخلاف بين الطرفين، قائلاً: "كنت مراتي، ودلوقتي بقيتي أم ولادي.. ودي صلة لا تنتهي، ولا يجوز التنكُّر لها".

وأضاف أن احترام الزوجة السابقة هو جزء من احترام النفس والدين، وأن من يطلق بالإهانة والتشهير لا يتحلى بأخلاق الإسلام، قائلاً: "إزاي تطلق المعروف؟ تطلق أيام الستر؟ تطلق اللي شالت معاك؟ ده مش من الدين".

الصِّراح الجميل

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الصِّراح الجميل هو قيمة أخلاقية عالية لا يقدر عليها إلا من رزقه الله صدق الإيمان ونقاء القلب، وأن هذا النوع من الطلاق لا يكون فقط في الشكل، بل أيضًا في النية والقلب.

واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن الصفحة الأخيرة من العلاقة الزوجية تكشف المعدن الحقيقي للإنسان، وأنه لا يجوز أن تُختم سنوات الحياة المشتركة بما يسيء للطرفين، بل يجب أن تُطوى باحترام، وبدعاء صادق بأن يرزق الله كل طرف ما هو خير له.