عادات رمضان في الإمارات.. تراث أصيل يعكس روح التكافل الاجتماعي

رمضان في الإمارات ليس مجرد شهر للصيام، بل هو موسم للتراحم والتقاليد المتوارثة التي تعكس أصالة المجتمع الإماراتي. تبدأ الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان مبكرًا خلال شهر شعبان، حيث يحتفل الأطفال بليلة "حق الليلة" في منتصفه.
يرتدي الأطفال أجمل ملابسهم، ويجولون على المنازل مرددين الأهازيج التراثية، ويحصلون على الحلوى والمكسرات التي يجمعونها في أكياس قماشية مطرزة.
موائد الرحمن والخيام الرمضانية في الإمارات
مع دخول رمضان في الإمارات، تجتمع العائلات في بيت العائلة لتناول الإفطار في اليوم الأول، وتتواصل اللقاءات والزيارات طوال الشهر. تسود روح التآخي وصلة الأرحام، كما تُقام موائد الرحمن والخيام الرمضانية التي تقدم وجبات الإفطار المجانية للصائمين. وتبرز مشاهد التكافل الاجتماعي عبر توزيع وجبات الإفطار على المارة والسائقين قبل أذان المغرب.
الأكلات الشعبية على مائدة رمضان الإماراتية
يفطر الصائمون في الإمارات على التمر واللبن، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن أبرز الأطباق التقليدية التي تزين مائدة الإفطار الإماراتية:
- الهريس: طبق يتكون من القمح واللحم المطهو لساعات طويلة.
- الثريد: خبز الرقاق مغموس في مرق اللحم مع الخضار.
- اللقيمات: كرات عجين مقلية مغطاة بالدبس أو العسل.
وتتميز المائدة الإماراتية في رمضان أيضًا بمشروبات رمضانية شهيرة مثل الجلاب والسوبيا. كما يحتل التمر مكانة خاصة، حيث يدخل في صناعة العديد من الحلويات مثل القرص، وهو خبز ممزوج بالتمر والهيل.
الخيام الرمضانية والأجواء الاحتفالية في الإمارات
تضفي الخيام الرمضانية طابعًا مميزًا على رمضان في الإمارات، حيث تُقام فيها المجالس الرمضانية والأنشطة الدينية والاجتماعية. تتحول هذه الخيام إلى ملتقيات تجمع الأهل والأصدقاء، ويشارك الجميع في جلسات السمر بعد أداء صلاة التراويح.
كما تزين الشوارع والساحات ومداخل البيوت بالفوانيس والأضواء المبهجة، لتضفي على ليالي رمضان في الإمارات أجواءً احتفالية خاصة.
الأنشطة الدينية والاجتماعية في رمضان
يشهد رمضان في الإمارات العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية التي تعزز القيم الروحية والتكافل الاجتماعي. يُقبل المسلمون على أداء صلاة التراويح في المساجد التي تمتلئ بالمصلين طوال الشهر الكريم. كما يُحرص على إقامة الدروس الدينية التي تشرح معاني الصيام وأحكامه، وتحث على الأخلاق الفاضلة. وتنتشر حملات إفطار الصائم التي تنظمها الجمعيات الخيرية، وتصل مساعداتها إلى مختلف فئات المجتمع. وتُعد هذه الأنشطة فرصة لنشر المحبة والتعاون بين الناس، مما يجعل رمضان في الإمارات تجربة مميزة تحتفي بالقيم الإسلامية العريقة.
رمضان في الإمارات.. تجربة روحانية واجتماعية فريدة
يُعد رمضان في الإمارات تجربة غنية تعكس تمسك المجتمع بعاداته الأصيلة وقيمه النبيلة. وتظل هذه الأجواء الروحانية والاجتماعية فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، مما يجعل الشهر الكريم محطة للتلاحم والتآخي في أجواء عامرة بالخير والعطاء.