دعم فلسطين يطالب المجتمع الدولي والوسطاء بضغط لوقف الإبادة في غزة

أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، أن المجتمع الدولي والوسطاء يواجهون أزمة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما زالت هناك حالة من الاستعصاء السياسي، بسبب تراجع الولايات المتحدة عن التفاهمات التي تم التوصل إليها سابقًا، والتي كانت تتضمن إطارًا واضحًا لوقف إطلاق النار.
وأوضح صلاح عبد العاطي ، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "اليوم" على شاشة قناة DMC، أن واشنطن عادت لتبني المقترحات الإسرائيلية الأحادية، متجاهلة الاحتياجات الإنسانية الملحة في قطاع غزة، ومتطلبات إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني، في موقف وصفه بـ"المخيّب للآمال"، والذي يقوّض فرص الحل السياسي ويُبقي المنطقة رهينة لمزيد من التصعيد.
قطاع غزة تحت الحصار والمجاعة .. كارثة إنسانية
وأشار صلاح عبد العاطي إلى أن قطاع غزة يعيش في ظروف مأساوية أشبه بالمجاعة، نتيجة للحصار الإسرائيلي الكامل، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية، في ظل استمرار العدوان العسكري الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل منهجي.
وقال صلاح عبد العاطي: "الوضع في قطاع غزة لم يعد يحتمل، الشعب الفلسطيني يواجه آلة قتل وتعنت إسرائيلية، والمجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى باتخاذ موقف جاد تجاه جرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع المحاصر".
جهود مصر وقطر حاسمة في التوصل إلى اتفاق
أعرب صلاح عبد العاطي عن ثقته في الجهود التي تبذلها مصر وقطر بصفتها وسطاء رئيسيين في الملف الفلسطيني، داعيًا إلى مضاعفة الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنهاء الحرب التي تطال الأبرياء وتدمّر حياة المدنيين.
وأضاف صلاح عبد العاطي: "نأمل أن تنجح الوساطة الإقليمية في تحريك الملف المتعثر في قطاع غزة، وإذا تم التوصل لاتفاق حقيقي وفعلي، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية مستعدة لوقف عملياتها العسكرية، بشرط التزام الاحتلال الإسرائيلي بالتفاهمات وعدم المماطلة"
المجتمع الدولي يملك الأدوات لكنه يفتقر للإرادة
انتقد صلاح عبد العاطي تخاذل المجتمع الدولي، مؤكدًا أن المؤسسات الأممية والدول الكبرى تملك من الأدوات القانونية والسياسية ما يكفي لفرض وقف فوري للعدوان على قطاع غزة، لكنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لتطبيق هذه الأدوات على إسرائيل.
وأشار صلاح عبد العاطي إلى أن "هناك معايير مزدوجة في التعامل مع القضايا الإنسانية في قطاع غزة، حيث يتم غض الطرف عن استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح وانتهاكها الصارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، رغم توفر الأدلة والإثباتات من المنظمات الحقوقية العالمية".

دعوة لوقف فوري لإطلاق النار وتدخل دولي عاجل
في ختام مداخلته، وجه صلاح عبد العاطي نداءً إلى المجتمع الدولي بكافة مؤسساته وهيئاته، مطالبًا بـإعلان موقف واضح يدين العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات بشكل دائم وغير مشروط.
وأكد صلاح عبد العاطي أن الضغط الدولي الفعّال من شأنه أن يُنهي هذه الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، داعيًا إلى ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية، وعدم السماح لها بالاستمرار في تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية دون ردع.
المشهد في قطاع غزة يزداد تعقيدًا مع تصاعد العدوان الإسرائيلي وتعطّل المفاوضات السياسية. دعوات متزايدة من المسؤولين الفلسطينيين والهيئات الحقوقية لتكثيف الضغوط الدولية على الاحتلال لوقف الحرب فورًا، والاعتماد على جهود الوسطاء الإقليميين في مصر وقطر لإنقاذ ما تبقى من حياة داخل القطاع المنكوب.