عاجل

وزير الخارجية: لا حل عسكري للأزمة الليبية.. والتنسيق مفتاح التصحيح

وزير الخارجية بدر
وزير الخارجية بدر عبدالعاطي

أكد وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبدالعاطي، أن الأزمة الليبية لا يخص الليبيين وحدهم، بل يمتد أثره إلى الأمن والاستقرار الإقليمي، خصوصًا في دول الجوار مثل مصر وتونس والجزائر. 

وأوضح وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية جامبيا، بثته قناة "إكسترا نيوز"، أن ليبيا تمثل حلقة مهمة في معادلة الأمن الإقليمي، وأي اضطرابات داخلها تنعكس بشكل مباشر على محيطها الجغرافي.

وأشار وزير الخارجية إلى أن تعزيز التعاون والتشاور مع دول الجوار يمثل مصلحة مشتركة في ظل التحديات المعقدة التي تواجهها ليبيا، بما في ذلك تصاعد النفوذ المسلح، ووجود عناصر أجنبية تعمل خارج سلطة الدولة.

هشاشة المشهد وغياب الاستقرار

لفت وزير الخارجية إلى أن الأوضاع في ليبيا ما زالت هشة، خصوصًا في العاصمة طرابلس وغرب البلاد، حيث تسود حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني نتيجة النزاع بين الأطراف المتنازعة، وتفشي ظاهرة السلاح خارج إطار الدولة.

وشدد وزير الخارجية على أن مصر تعمل بتنسيق وثيق مع الأشقاء في الجزائر وتونس، في محاولة لإعادة تفعيل الملكية الليبية للحل السياسي، بمعنى أن يكون القرار الليبي نابعا من الإرادة الوطنية لا مفروضًا من الخارج، مؤكدًا أن بلاده تدعم بكل قوة المسارات السياسية التي يقودها الليبيون أنفسهم، من منطلق احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها.

لا حل عسكري للأزمة

أوضح وزير الخارجية بشكل قاطع أن الحل العسكري في ليبيا غير ممكن، بل يزيد من تفاقم الأزمة وتعقيد المشهد الداخلي، معتبرًا أن استمرار انتشار الميليشيات والمرتزقة وتدخل بعض القوى الأجنبية في الشأن الليبي يُعد العقبة الأساسية أمام أي حل حقيقي، مؤكدا أن طريق الاستقرار يبدأ بـ: "خروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، تفكيك الميليشيات المسلحة، دعم الحوار السياسي بين الأطراف الليبية."

وشدد وزير الخارجية على أن دعم المجتمع الدولي لهذا النهج يجب أن يكون واضحًا وفعّالًا، لأن أي تسوية لا تراعي هذه المعطيات ستبقى مجرد اتفاقات هشة معرضة للانهيار.

اختتم وزير الخارجية تصريحاته بالتأكيد على أن الانتخابات البرلمانية تمثل أولوية قصوى في المرحلة المقبلة، وأن إنجازها يعد صمام الأمان لتحقيق الاستقرار الشامل في البلاد. وأكد وجود توافق دولي وإقليمي متزايد على ضرورة الإسراع بتنظيم هذه الانتخابات وفق قواعد شفافة تضمن مشاركة كافة الأطياف الليبية.

وزيرا خارجية 
وزيرا خارجية 

جهود بعثة الأمم المتحدة

وشدد على أن مصر تدعم جهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وكذلك المبادرات الإقليمية الرامية إلى توحيد المؤسسات الليبية، وإنهاء حالة الانقسام، بما يخدم مصالح الشعب الليبي ويعيد الأمن والسيادة إلى كامل التراب الليبي.

تعكس تصريحات الوزير عبدالعاطي موقف مصر الثابت تجاه الأزمة الليبية، القائم على احترام سيادة الدولة، ورفض التدخلات الخارجية، والدفع باتجاه حل سياسي شامل ينطلق من الداخل الليبي، وفي ظل تزايد التحديات، تبقى الانتخابات البرلمانية ووقف انتشار السلاح مفتاحًا لحل دائم، يحظى بدعم إقليمي ودولي يضمن وحدة ليبيا واستقرارها.

تم نسخ الرابط