عاجل

خطط إلكترونية ونقل متطورة.. السعودية تجهز موسم الحج بحضور قيادي مميز

موسم الحج والعمرة
موسم الحج والعمرة

أكد جمال الوصيف، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المملكة العربية السعودية شرعت في تبعات تنظيم موسم الحج الجديد منذ اللحظات الأولى لانتهاء الموسم الماضي، حيث بدأت الجهات العليا المختصة ممثلةً في وزارة الحج والعمرة، وخبراء التنظيم، ووحدات التخطيط، بوضع الخطط والإجراءات اللازمة لتسهيل استقبال ضيوف الرحمن الحجاج وتُبرز هذه الجهود التشغيلية الطبيعة الاستباقية للسلطات السعودية، التي تصبّ جلّ اهتمامها على تطوير منظومة الخدمات المقدمة للحجاج عامًا بعد عام.

تنسيق داخلي وخارجي شامل

يُشير جمال الوصيف  إلى أن وزارة الحج والعمرة دخلت في تنسيق مكثف مع كل الجهات الحكومية داخل المملكة العربية السعودية، وكذلك مع الجهات المنظمة في دول موسم الحج، بهدف إعداد البرامج والإرشادات الخاصة بتيسير رحلة الحاج من نقطة انطلاقه في بلده حتى عودته بسلام. 

وتشمل هذه الجهود تطوير أنظمة الحجز الإلكتروني، وضبط آليات النقل البري والجوي، وتحديث إجراءات الدخول إلى المشاعر المقدسة أثناء موسم الحج، بالتعاون مع وزارة الداخلية وهيئة الطيران المدني ووزارة النقل، ويأتي هذا التنسيق في سياق إشراف مباشر من القيادة السعودية، دعمًا لتجربة الحج بمظهر حضاري يليق بقيمة هذه الشعيرة الكبرى.

تطوير الخدمات الصحية 

أكد المراسل أن وزارة الصحة السعودية استعدت بشكل مبكر لتقديم أعلى مستويات الخدمة الطبية للحجاج، عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة وتسيير الحشود داخل المشاعر المقدسة، وتعتمد الوزارة على منصة كبيرة للمتابعة الميدانية، ترصد التدفقات البشرية وفق مؤشرات صحية وبيانات ميدانية آنية، تتيح لفريق العمل اتخاذ الإجراءات الوقائية بسرعة ودقة، وتصل هذه التقنيات إلى تحليل أنماط الحركة الجماهيرية، وتحديد النقاط الساخنة التي قد تشهد اكتظاظًا، لضمان توزيع فرق الإسعاف والإخلاء سريعًا عند الضرورة.

من ناحية أخرى، قامت الشركة الوطنية لتطوير منطقة مكة المكرمة، ممثلة في شركة "كدانة"، ببناء مستشفى ميداني حديث في مشعر منى بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، مُجهزًا بأقسام طوارئ متكاملة، وغرف عزل للحالات الطارئة، وقسم عناية مركزة، إلى جانب وحدات رعاية صحية أولية ميدانية أثناء موسم الحج، ويأتي إنشاء هذا المستشفى استجابة للزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها منى كل عام، حيث يتوافد ملايين الحجاج في أيام التشريق، الأمر الذي يتطلب وجود منشآت طبية قادرة على التعامل مع مختلف الحالات الطارئة، سواء المتعلقة بالإجهاد الحراري أو الإصابات الطفيفة والحالات الطارئة الكبرى.

إطلاق أكبر مستشفى افتراضي عالمي 

ولم تقتصر الاستعدادات على المنشآت الميدانية فقط، بل أطلقت وزارة الصحة السعودية ما يُعد أكبر مستشفى افتراضي على مستوى العالم، يعتمد على تقنيات الاستشعار عن بُعد والاتصال الفوري مع المستشفيات المركزية في مكة والمدينة وجدة، وتقوم هذه المنظومة بجمع البيانات الحيوية من أجهزة ذكية متنقلة تثبت في المواقع الحيوية داخل المشاعر المقدسة، وترسل إشعارات فورية عند تسجيل أي تغيرات في العلامات الحيوية للحجاج قد تدلّ على حالة مرضية أو طارئة، وفي حال دعت الحاجة إلى استشارة تخصصية، يتم توجيه الحالة إلى الطبيب المناسب خلال دقائق، ما يعزز قدرة المنظومة الطبية على التعامل مع الحالات الحرجة بدون تأخير.

يعكس هذا التطور الصحي والتنظيمي المتواصل حرص المملكة على سلامة الحجاج وراحتهم، حيث يسهم تسخير التقنية والإنسان في توفير بيئة آمنة لأداء المناسك، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات المبكرة إلى تقليص أوقات الانتظار في نقاط التفتيش، وتحسين تجربة النقل إلى المواقع المقدسة، وتقليل معدلات الحوادث والإصابات، إلى جانب الارتياح النفسي لدى الحجاج، الذين يجدون أن كل ما يلزمهم متوافر وفق معايير عالمية.

جمال الوصيف
جمال الوصيف

نتائج متوقعة 

تجسد جهود المملكة العربية السعودية في تهيئة موسم الحج نموذجًا عمليًا في الإدارة الذكية للفعاليات الدينية الكبرى، من خلال تبني أحدث التقنيات وتفعيل التنسيق بين الجهات الحكومية والخبراء المحليين والدوليين، إن هذه الاستعدادات المبكرة والبنية التحتية المتطورة، سواء على المستوى التنظيمي أو الصحي، تؤكد سعي قيادة المملكة الدائم إلى خدمة ضيوف الرحمن، وضمان أداء المناسك في أجواء آمنة وميسرة.

تم نسخ الرابط