خبير نفسي: الأيام الأولى من رمضان اختبار للإرادة وضبط النفس (فيديو)
أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الأيام الأولى من شهر رمضان قد تكون تحديًا نفسيًا وجسديًا للبعض، خاصة المدخنين ومحبي القهوة والشاي، حيث يواجهون حالة من التوتر والعصبية نتيجة التغيير المفاجئ في عاداتهم اليومية.
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة "الناس"، حيث أوضح أن رمضان يقدم فرصة ذهبية لاختبار قوة الإرادة وتعويد النفس على التخلي عن العادات الضارة.
رمضان.. فرصة للتحرر من العادات الضارة
أوضح الدكتور المهدي أن الأيام الأولى من الصيام تمثل اختبارًا حقيقيًا للإرادة، حيث يثبت الإنسان لنفسه أنه قادر على الاستغناء عن أي عادة كان يعتقد أنها ضرورية لحياته.
وأضاف: "رمضان يعلمنا أن الحياة تستمر بدون الأشياء التي اعتدنا عليها، ويمنحنا تجربة حقيقية للتحرر من العادات الضارة، سواء كانت التدخين أو شرب الكافيين أو حتى العادات الغذائية غير الصحية".
وأشار إلى أن العديد من الأشخاص يكتشفون خلال الشهر الفضيل قدرتهم على ضبط النفس وتغيير أنماط حياتهم للأفضل، مما ينعكس إيجابيًا على الصحة النفسية والجسدية.
التحضير التدريجي للصيام يسهل التأقلم
نصح الدكتور المهدي بالتحضير التدريجي لشهر رمضان، حتى لا يكون التغيير مفاجئًا وقاسيًا على الجسم، مشيرًا إلى أن ذلك يمكن تحقيقه عبر:
- صيام بعض الأيام في شهري رجب وشعبان كنوع من التهيئة.
- اتباع نظام الصيام المتقطع لتعويض الفترات الطويلة بدون طعام أو شراب.
- تقليل الاعتماد على المنبهات مثل القهوة والشاي قبل بداية رمضان.
وأضاف أن هذه الخطوات تساعد الجسم والعقل على التكيف بشكل أسهل مع الصيام، مما يقلل من الآثار الجانبية مثل الصداع والتوتر والانفعال.
الصبر والتكافل النفسي يساعدان في التغلب على العصبية
أشار أستاذ الطب النفسي إلى أن التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من العصبية في بداية رمضان يتطلب تفهمًا وتكافلًا نفسيًا، مضيفًا:
"التعامل الهادئ وتجنب الاستفزاز يمكن أن يساعد هؤلاء الأشخاص على تجاوز هذه المرحلة بسهولة".
وأكد أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب على ضبط النفس والابتعاد عن المشاحنات والانفعالات، مشددًا على أهمية الالتزام بحديث النبي ﷺ: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم".
رمضان.. فرصة لتعزيز السكينة والطمأنينة
أكد الدكتور المهدي أن شهر رمضان فرصة عظيمة ليس فقط لضبط النفس، ولكن أيضًا لتعزيز السكينة والطمأنينة في حياتنا اليومية.
وختم حديثه بالقول: "إذا استطعنا التحكم في أنفسنا خلال الصيام، يمكننا تطبيق هذا الانضباط في جميع جوانب حياتنا، مما يجعلنا أكثر هدوءًا واتزانًا حتى بعد انتهاء الشهر الفضيل".
