الأضحية المجزئة عن المضحي وأسرته.. تعرف على الأنواع والشروط

مع اقتراب موعد عيد الأضحى 2025، تزداد تساؤلات المواطنين حول شروط الأضحية المجزئة، خصوصًا لمن ينوي الذبح عن نفسه وأسرته، وفي هذا السياق، قدمت دار الإفتاء المصرية توضيحًا دينيًا مهمًا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يشرح بالتفصيل معنى الأضحية المجزئة، وأنواع الأضاحي، وما يجوز فيها شرعًا، بالإضافة إلى الحكم الشرعي في إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.
ويأتي هذا التوضيح في إطار حرص دار الإفتاء على نشر الوعي الديني وتيسير الأمور الشرعية للمواطنين، بما يتماشى مع تعاليم الإسلام السمحة ويجنبهم الوقوع في الأخطاء أو الالتباس.
ما المقصود بالأضحية المجزئة؟
أوضحت دار الإفتاء أن الأضحية المجزئة هي الأضحية التي تكفي شرعًا عن المضحي وعن أهل بيته، بشرط أن تتوفر فيها ثلاثة شروط رئيسية لا بد من الالتزام بها، وهي:
- أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تؤثر على صحتها وسلامتها.
- أن تكون خالية من أي مرض ظاهر أو باطن يمكن أن يؤثر على صلاحيتها للذبح.
- أن تكون خالية من الهزال الشديد، أي لا تكون نحيفة وضعيفة إلى حد يجعلها غير صالحة لتوزيع اللحم أو التصدق به.
وأكدت الدار أن توافر هذه الشروط هو ما يضمن أن تكون الأضحية المجزئة صحيحة ومقبولة شرعًا.
أنواع الأضاحي وما يُجزئ منها
بحسب ما أعلنته دار الإفتاء المصرية، فإن الأضاحي تنقسم إلى نوعين رئيسيين، وكل نوع له أحكامه الخاصة فيما يخص من يجوز له الاشتراك فيه وعدد من تُجزئ عنهم:
الأضحية من الغنم (الضأن أو الماعز)
فيما يتعلق بالغنم، سواء كان من الضأن أو الماعز، أوضحت دار الإفتاء أن الأضحية المجزئة الواحدة من هذا النوع تُجزئ فقط عن شخص واحد، أي أنها لا تصح إلا عن المضحي وعن أهل بيته فقط، ولا يجوز شرعًا أن يشترك فيها أكثر من شخص.
بمعنى آخر، لا يمكن لشخصين أو أكثر أن يتقاسموا ثمن خروف أو ماعز بنية الأضحية، فهذا النوع من الاشتراك غير جائز في الشرع الإسلامي.
الأضحية من الإبل أو البقر أو الجاموس
أما الأضاحي الأكبر حجمًا مثل الإبل والبقر والجاموس، فقد أكدت دار الإفتاء أنه يجوز أن يشترك فيها أكثر من شخص، وتحديدًا حتى سبعة أفراد كحد أقصى، بشرط أن يكون لكل فرد نصيب لا يقل عن السُبُع.
فإذا قام أحد هؤلاء السبعة بنيّة الأضحية، فإن أضحيته تُجزئ عنه وعن أهل بيته بالكامل، بشرط توافر النية والإخلاص، وأن يلتزم بشروط التوزيع الشرعي للحم الأضحية.
وتُعد هذه الطريقة مناسبة لمن يرغبون في الذبح لكن لا يستطيعون تحمّل التكلفة بمفردهم، حيث يتيح الاشتراك في الأضاحي الكبيرة فرصة لتقليل العبء المالي مع الحفاظ على الأجر والثواب.
حكم إعطاء غير المسلم من الأضحية
من الأسئلة المهمة التي تلقاها العلماء في كل موسم عيد أضحى، هو: هل يجوز إعطاء جزء من الأضحية لغير المسلمين؟ وقد ردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال الشرعي في منشور سابق عبر صفحتها الرسمية، موضحة الرأي الفقهي المعتمد.
وقالت دار الإفتاء إنه يجوز إعطاء غير المسلم من الأضحية إذا توافرت بعض الظروف أو النوايا، مثل أن يكون غير المسلم فقيرًا أو قريبًا أو جارًا للمضحي، أو بقصد تأليف قلبه ودعمه اجتماعيًا وإنسانيًا.
وأضافت أن السنة النبوية المشرفة دعت المضحي إلى أن يأكل من أضحيته، ويتصدق منها، ويُهدي جزءًا منها، وقد استحب جمهور العلماء تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث:
- ثلث للأكل والادخار.
- ثلث للتصدق على الفقراء.
- ثلث للإهداء إلى الأقارب والجيران.
وقد استندت دار الإفتاء في فتواها إلى حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، حين قالت: "يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صِلي أمك"، علمًا بأن أمها كانت من كفار قريش في ذلك الوقت.
كما ذكرت الدار حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه عن أبي هريرة: "في كل كبدٍ رطبةٍ أجر"، مما يدل على أن الرحمة والصدقة تشمل كل كائن حي، فضلًا عن الإنسان، مسلِمًا كان أو غير مسلم.
في ضوء ما سبق، نستطيع تلخيص النقاط الشرعية التي أعلنتها دار الإفتاء بشأن الأضحية لعام 2025 كما يلي:
- الأضحية لا بد أن تكون خالية من العيوب والمرض والهزال.
- الأضحية من الغنم تجزئ عن شخص واحد فقط ولا يجوز الاشتراك فيها.
- الأضحية من الإبل أو البقر أو الجاموس تجزئ عن سبعة أشخاص بشرط ألا يقل نصيب الواحد عن السُبُع.
- يجوز إعطاء غير المسلمين من لحم الأضحية إذا كان ذلك للرحمة أو لقرابة أو لتأليف القلوب.
- توزيع الأضحية يستحب أن يكون على ثلاث جهات: الأكل، والصدقة، والإهداء.