كيفية اغتنام الأيام العشر الأولى من ذي الحجة وأفضل العبادات.. الأزهر يوضح

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فضل شهر ذي الحجة 1446، أحد الأشهر الحرم التي نهىٰ اللهُ عن الظلم فيها تشريفًا لها ووهو الشهر الذى تؤدىٰ فيه فريضة الحج.
وقال مركز الأزهر إن ذي الحجة، هو الشهر الثاني عشر في التقويم الهجري، وهومن أشهرِ الله المحرَّمةِ التي نهىٰ اللهُ عن الظلم فيها تشريفًا لها، كما أن فيه يوم عرفة خير أيام الدنيا، وهو محل شعيرة عظيمة من أعظم شعائر الإسلامِ ألا وهي شعيرةُ الحجّ، وللعمل الصالح فيه فضل عظيم، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم استقبال هلاله بالتضرع والدعاء.
بين مركز الأزهر أن شهر ذي الحجة يشتمل علىٰ أفضل الأيام؛ موضحًا أن الأيام العشرة الأولىٰ أفضلُ أيام السنة، لاجتماع أمهات العبادات فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يأتي ذلك في غيرها من أيام السنة؛ فقد أقسم اللهُ تعالىٰ بهذه الليالي فقال: {وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2].
كما استشهد بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله لعيه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه الترمذي.
كيفية اغتنام شهر ذي الحجة بالطاعات والعبادات
وأشار مركز الأزهر إلى أن أيامه هي الأيام المعلومات المقصودة في الآية الكريمة: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...} [الحج: 28]؛ فهي أيام شهر ذي الحجة.
وأوضح مركز الأزهر كيفية اغتنام شهر ذي الحجة بالطاعات والعبادات، كما أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تبدأ بذكر الله سبحانه، حيث قال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه سبحانه: «أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». [متفق عليه]
- التوبة والاستغفار، مستدلاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى قال فيه: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ». [متفق عليه]
- صيام تسع ذي الحجة، واستدل فتوى الأزهر بما روي عن بعض أزواج النبي رضي الله عن الجميع قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ». [أخرجه أبو داود]، وقال صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ». [أخرجه مسلم].

- السعي إلى صلاة الفريضة في المسجد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن غَدَا إلى المَسجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ». [متفق عليه]
- تلاوة القرآن، مستشهداً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قرأَ حَرفًا مِن كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ؛ ولَكِن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ». [أخرجه الترمذي]
- الدعاء، مستدلا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». [أخرجه أحمد]