عاجل

احذر المواقع الوهمية.. «سي آي إيه» يخصص واجهات إلكترونية لتجنيد الجواسيس

سي آي إيه
سي آي إيه

«سي آي إيه» لم تكن يومًا بعيدة عن استغلال التطور التكنولوجي في تنفيذ عملياتها الاستخباراتية ، فمنذ مطلع القرن الحادي والعشرين، بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية باستخدام حيلة بارعة تمثلت في إنشاء مئات المواقع الإلكترونية المزيفة التي تُظهر واجهةً عادية لجمهور الإنترنت، لكنها كانت في الحقيقة منصات سرية للتواصل مع مخبرين وعملاء سريين في عدد من الدول، أبرزها الصين وإيران.

شبكات رقمية لتجنيد الجواسيس

سي آي إيه أنشأت هذه الشبكة الرقمية الواسعة التي ضمت أكثر من 880 موقعًا إلكترونيًا، استخدمتها في التواصل الآمن مع مصادرها حول العالم، وتحديدًا في البيئات التي يصعب فيها تبادل المعلومات وجهًا لوجه ، من بين هذه المواقع، موقع “ستاروورزويب.نت” الذي بدا كمنصة ترفيهية لعشاق سلسلة أفلام "حرب النجوم"، حيث عرض محتوى متعلّقًا بالألعاب الإلكترونية ، لكنه كان يخفي نظامًا سريًا للتواصل ، لا يُكشف إلا بإدخال رموز أو كلمات مرور مخصصة عبر شريط البحث.

نماذج لمواقع وهمية لتجنيد الجواسيس

وتضمنت الشبكة أيضًا مواقع مثل “Lessummumdelafinance.com” الذي تقمص هيئة موقع مالي فرنسي، وموقع “Iranfootballsource.com” الذي استهدف جمهور كرة القدم في إيران ، وكذلك “Noticiasmusica.net” الذي قدم نفسه كموقع موسيقي برازيلي. وحتى لعبة الغولف لم تسلم ، إذ ظهر موقع “t-shot.net” كمنصة لعشاق الغولف، بينما كان جزءًا من هذه المنظومة الاستخباراتية الخفية.

“سي آي إيه” لجأت إلى هذه الواجهات الرقمية لتقليل خطر المواجهات المباشرة بين العملاء ومخبريهم، خاصة في الدول التي تتسم أنظمتها بالصرامة والرقابة، مثل الصين وإيران. ورغم أن هذه المواقع أغلقت بحلول عام 2010 بعد كشفها من قبل أجهزة مكافحة التجسس، إلا أن تفاصيلها الكاملة لم تتضح إلا مؤخرًا، ما كشف حجم تعقيد هذه العمليات.

وأكد دانيال لوماس، الباحث في شؤون الاستخبارات بجامعة نوتنغهام البريطانية، أن هذه الأساليب تعكس تطورًا في أدوات التجسس، حيث باتت الوسائل الرقمية والمراسلات المشفرة بديلاً أكثر أمانًا من اللقاءات السرية التقليدية، بينما يرى لوكاس ترينتا من جامعة سوانسي أن هذا النوع من التواصل يتيح نقل مستندات رقمية مثل الصور والفيديوهات بفعالية وسرية، خاصة في البيئات العدائية.

“سي آي إيه” ،  ورغم انكشاف أمر تلك الشبكة، لا تزال تسعى لتطوير وسائلها في جمع المعلومات، ضمن سباق استخباراتي يعتمد بشكل متزايد على الفضاء الإلكتروني، ليؤكد أن حروب اليوم تُخاض على شاشات الحواسيب بقدر ما تُخاض على الأرض.
 

تم نسخ الرابط