عاجل

معاداة السامية تهديد جديد لإسرائيل

استطلاع عالمي: كراهية اليهود خطر جديد يهدد بقاء إسرائيل و«هولندا» تتصدر المشهد

كراهية اليهود خطر
كراهية اليهود خطر جديد يهدد بقاء دولة إسرائيل

كراهية اليهود أجدد خطر يهدد بقاء دولة الاحتلال وفقًا لما أظهره استطلاع رأي عالمي أجرته منظمة "صوت الشعب" (Voice of the People)، وهي مبادرة يقودها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

جاء ذلك في "تقرير المشهد اليهودي لعام 2025"، الذي نُشر، أمس الأربعاء، والذي يعكس تحولات عميقة في أولويات المجتمعات اليهودية، لا سيما بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

 

تصاعد معاداة السامية

بحسب نتائج التقرير، فإن 76% من اليهود المشاركين في الاستطلاع، من مختلف الأعمار والانتماءات الدينية، يرون أن تصاعد معاداة السامية يمثل التهديد الأكبر الذي يواجههم حاليًا. 

وتفوق هذا القلق على جميع القضايا الأخرى، متقدماً بفارق كبير بلغ 20% عن ثاني أبرز مصدر للقلق، وهو العلاقة بين إسرائيل واليهود في الشتات، والتي حازت على اهتمام 56% من المشاركين.

تنوعت مظاهر معاداة السامية التي وثقها المشاركون، بين خطاب الكراهية، والتهميش الاجتماعي، والخوف المتزايد من الإفصاح عن الهوية اليهودية في الأماكن العامة. 

وقد عبر العديد عن شعورهم بالهشاشة والعزلة، بل وحتى بالخيانة من قبل مؤسسات كانوا يثقون بها قبل أحداث 7 أكتوبر، ما عزز الشعور بالاغتراب والانفصال.

<span style=
كراهية اليهود خطر جديد يهدد بقاء دولة إسرائيل 

مشروع "صوت الشعب"

مشروع "صوت الشعب" هو مبادرة مشتركة تجمع بين مكتب الرئيس الإسرائيلي، والمنظمة الصهيونية العالمية، والوكالة اليهودية. ويضم المشروع 150 مشاركًا يهوديًا بالغًا من مختلف أنحاء العالم: 50 من إسرائيل، و50 من أمريكا الشمالية، و50 من باقي دول الشتات، بهدف إجراء حوارات بناءة وتقديم حلول للتحديات التي تواجه الشعب اليهودي.

أبرز الاستطلاع اختلافًا في طبيعة القلق من معاداة السامية بحسب الأجيال. حيث عبّر 81% من جيل "طفرة المواليد" (مواليد 1946–1964)، و82% من "الجيل الصامت" (مواليد 1928–1945) عن قلق بالغ من أن التاريخ قد يُعيد نفسه، مُشيرين إلى أوجه تشابه مع أوضاع أوروبا عشية المحرقة النازية. 

في حين أبدى أفراد "جيل إكس" (1965–1980) ميلاً إلى كتمان هويتهم اليهودية في الأماكن العامة، لتجنب ردود الفعل السلبية خاصة في البيئات المهنية.

أما الأصغر سنًا، من جيل الألفية (1981–1996) وجيل زد (1997–2012)، فقد أعربوا عن مخاوفهم من تصاعد معاداة السامية عبر الفضاء الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، وأشار العديد منهم إلى تعرضهم لمضايقات أو تحرشات على خلفية هويتهم في الجامعات.

 

هولندا قائمة الدول التي يشعر فيها اليهود بقلق

من حيث التوزيع الجغرافي، تصدرت هولندا قائمة الدول التي يشعر فيها اليهود بقلق متزايد من معاداة السامية، حيث عبّر 92% من المشاركين الهولنديين عن هذا القلق. 

وجاءت أستراليا في المرتبة الثانية بنسبة 89%، مدفوعة بتقارير توثق ارتفاعًا كبيرًا في الحوادث المعادية للسامية خلال العام الماضي، بحسب مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب. وتُقدّر الجالية اليهودية في أستراليا بنحو 120 ألف شخص، وفقًا لمنظمة "نداء الجالية اليهودية".

أما باقي الدول التي أظهر فيها الاستطلاع نسب قلق مرتفعة، فتشمل ألمانيا (87%)، فرنسا (84%)، سويسرا وكندا (81%)، جنوب إفريقيا (78%)، تشيلي (77%)، والولايات المتحدة والبرازيل (75%).

وقد استمرت عملية جمع البيانات شهرًا كاملًا، بهدف تغذية النقاشات والسياسات التي يعمل عليها المجلس اليهودي العالمي التابع لمنظمة "صوت الشعب". 

وأوضح الرئيس هرتسوغ في مقدمة التقرير أن "البيانات توفر أساسًا موثوقًا لوضع مخطط عملي فعال، ولا يجب أن نكتفي بالحدس أو الرؤية الشخصية، بل علينا الاعتماد على أبحاث دقيقة لفهم طبيعة التحديات وتقديم حلول قابلة للتطبيق".

<span style=
كراهية اليهود خطر جديد يهدد بقاء دولة إسرائيل 

أربعة تحديات رئيسية أخرى

إلى جانب معاداة السامية، حدد المشاركون تحديات رئيسية أخرى: 

العلاقة بين إسرائيل والشتات (56%)، والتي وصفها التقرير بـ"الفجوة الأيديولوجية والعاطفية" بين الإسرائيليين ويهود العالم.

العلاقات بين اليهود وغير اليهود (49%)، التي شهدت تدهورًا ملحوظًا؛ الاستقطاب الداخلي داخل المجتمعات اليهودية (49%).

الحفاظ على الثقافة والتراث اليهودي (46%)، وهو تحدٍ يعكس مخاوف كبيرة بين الأجيال الأكبر سنًا من فقدان الهوية واستمرارية التقاليد.

وقد تم تشكيل مجموعتي عمل لكل واحد من هذه المحاور الخمسة، بهدف الخروج بمقترحات عملية تشمل حملات توعية، وبناء تحالفات مع مجتمعات غير يهودية، وتوسيع استخدام الإعلام الرقمي والتقليدي لنشر الرسائل التوعوية.

كما شملت المقترحات إنشاء منصات تعليمية ومجتمعية في الفضاء الرقمي، وتعزيز الحوار الداخلي بين مختلف التيارات اليهودية. وأوضحت داغان ليفي أن المنظمة تستخدم بالفعل نتائج التقرير لتوسيع نطاق الوعي داخل المجتمع اليهودي العالمي، مشيرة إلى أن "صوت الشعب" خطط في البداية لتناول عشرة محاور، لكن نتائج التقرير فرضت تركيزًا عاجلًا على خمسة أولويات فقط.

وختمت داغان-ليفي بالقول: "هدفنا أن نكون منظمة قائمة على البيانات، قادرة على صياغة حلول عملية وواقعية. لا يمكننا العمل بدون فهم دقيق للواقع. ولهذا فإن مشاركة هذا التقرير مع العالم اليهودي أمر حيوي، لأنه سيساعد منظمات كثيرة على تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات المتزايدة".

تم نسخ الرابط