استقالة احتجاجية تزلزل أوساط اليهود البريطانيين.. «مجلس النواب» أمام مفترق طرق

في خطوة لافتة وغير مسبوقة، أعلن الشاب دانييل جروسمان، أحد أعضاء مجلس نواب اليهود البريطانيين، استقالته احتجاجًا على موقف المجلس مما وصفه بـ"حرب الإبادة" التي تشنها إسرائيل في غزة. واتهم جروسمان قيادة المجلس بعدم الالتزام بالمعايير الأخلاقية، وفشلها في تمثيل التعدد الفكري داخل المجتمع اليهودي ببريطانيا.
الاستقالة ورسالتها القوية
تصدرت خطوة جروسمان (21 عامًا)، طالب جامعة بريستول، عناوين الصحف البريطانية، بعدما كشف عن استقالته خلال اجتماع المجلس مؤخرًا، مؤكدًا فقدانه الثقة بقيادة المجلس الحالية. وقال في حديث لصحيفة "الجارديان" إن المجلس رفض بوضوح إدانة عمليات الإبادة الجماعية في غزة، ولم يجرؤ على انتقاد الحكومة الإسرائيلية لتخليها عن الرهائن المحتجزين لفترات طويلة.
وشدد جروسمان على أن ما يحدث ليس مجرد حرب عابرة، بل استراتيجية ممنهجة من الحكومة الإسرائيلية تستهدف المدنيين الفلسطينيين بشكل مباشر ومستمر، واصفًا ما يحدث في غزة بأنه محاولة صريحة للإبادة.
جدل متصاعد داخل المجتمع اليهودي البريطاني
تأتي هذه الاستقالة في سياق متصاعد من الجدل والاحتجاجات داخل أوساط اليهود البريطانيين، إذ سبق لجروسمان و35 نائبًا آخر التوقيع على رسالة في الشهر الماضي، أعربوا فيها عن قلقهم العميق حيال السياسات الإسرائيلية تجاه غزة، مؤكدين أن مبادئهم اليهودية تدفعهم لرفض العنف والوقوف بوضوح ضد هذه الممارسات.
ورأى جروسمان أن المجلس بات عاجزًا عن استيعاب هذا التوجه المتزايد نحو التعددية الفكرية، وأنه يتعمد إقصاء الأصوات المعارضة التي ترفض تأييد السياسة الإسرائيلية الرسمية بلا نقاش أو نقد.
انقسام محتمل في الأفق
تطرح هذه الاستقالة تساؤلات حول مستقبل المجلس ومدى قدرته على احتواء أصوات المعارضة المتصاعدة، والتي باتت تشعر بخيبة أمل من مواقفه المتماهية مع الحكومة الإسرائيلية. ويبدو واضحًا أن مرحلة جديدة من النقاش الداخلي والتصعيد السياسي في أوساط اليهود البريطانيين قد بدأت، مما يضع المجلس أمام مفترق طرق حقيقي، إما بتبني الحوار والانفتاح أو المخاطرة بفقدان شرعيته أمام الأجيال الشابة.
وانضمت جامعات في بريطانيا للحراك الطلابي العالمي الداعم لفلسطين والمندد بالحرب على قطاع غزة منذ نحو 7 أشهر، وطالب المحتجون جامعاتهم بوقف كافة الاعتداءات على الشعب الفلسطيني.