كارثة جديدة في غزة .. الهلال الأحمر يحذر من مجاعة ونفاد الأدوية

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، في ظل الحصار المستمر وإغلاق المعابر منذ أكثر من شهرين ونصف بشكل كامل، مما تسبب في حرمان السكان من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية. 

وحذرت نبال فرسخ، مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، من تفاقم الأزمة إلى مستوى الكارثة، مؤكدة أن قطاع غزة يعيش حالة من انعدام الأمن الغذائي الكامل، مع تسجيل حالات متزايدة من سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال، والنساء الحوامل، وكبار السن.

الهلال الأحمر .. ممرات إنسانية عاجلة

في مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، شددت نبال فرسخ، أن الهلال الأحمر يواصل توجيه نداءات متكررة إلى المجتمع الدولي، من أجل الضغط على سلطات الاحتلال لفتح ممرات إنسانية آمنة بشكل فوري ودون أي قيود، لإدخال المساعدات الأساسية التي أصبحت ضرورة وجودية لسكان غزة.

وأكدت فرسخ، أن الوقت ينفد، والمجاعة في قطاع غزة تتوسع يومًا بعد يوم، وسط غياب كامل لأي أفق للحل أو استجابة دولية فعالة.، وبالتالي الهلال الأحمر يقوم بدروها قدر المستطاع.

انهيار منظومة الغذاء .. نفاد الوجبات الساخنة

أوضحت نبال فرسخ ، أن أغلب المواد الغذائية الأساسية غير متوفرة تمامًا في القطاع، وإن وُجدت فهي تُباع بأسعار خيالية تفوق قدرة المواطن العادي على الشراء، ما يجعلها خارج متناول الغالبية الساحقة من السكان.

وأضافت فرسخ، أن الجمعيات الإنسانية، ومن ضمنها الهلال الأحمر، اضطرت إلى إيقاف توزيع الوجبات الساخنة نتيجة نفاد مخزون الغذاء في انحاء قطاع غزة، لافتة إلى أن المساعدات الإنسانية المحدودة التي دخلت خلال الفترة الأخيرة لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات، في ظل وجود ملايين السكان يعانون من الجوع

قطاع الصحة على حافة الانهيار 

على الصعيد الصحي، كشفت نبال فرسخ، أن فرق الإسعاف والطوارئ التابعة لـ الهلال الأحمر تعمل حاليًا بأقل من نصف طاقتها التشغيلية في قطاع غزة، نتيجة خروج عدد كبير من سيارات الإسعاف عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة الجرحى والمرضى، في ظل القصف الإسرائيلي المستمر وتزايد أعداد المصابين يومًا بعد يوم.

ولم تتوقف معاناة الهلال الأحمر عند هذا الحد، بل تعاني النقاط الطبية والمستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط تحذيرات من نفاد كامل لمخزونات الأدوية الأساسية خلال أيام، ما يهدد بانهيار شامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر.

دعوة لتحرك لإنقاذ المدنيين

واختتمت نبال فرسخ، مداخلتها بتجديد المطالبة بتحرك دولي فوري، قائلة إن "الوقت لم يعد في صالح أحد، وكل يوم تأخير في فتح المعابر يعني مزيدًا من الضحايا والمآسي".

وشددت على أن الحل الوحيد لتفادي كارثة إنسانية أوسع هو الضغط الدولي الفعّال لإنشاء ممرات إنسانية دائمة، تتيح تدفق الغذاء والدواء والمساعدات، وإنقاذ حياة ملايين المدنيين المحاصرين داخل غزة.