خبير: زيارة ماكرون لـ مصر فرصة ذهبية لدعم السياحة يجب استثمارها بذكاء

في ظل سعي الدولة المصرية إلى تعزيز قطاع السياحة كركيزة أساسية لدفع الاقتصاد الوطني، جاءت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنطقة الحسين وخان الخليلي، بدعوة رسمية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، كرسالة سياسية واقتصادية ذات أبعاد مهمة، تؤكد على جدية الدولة في دعم هذا القطاع الحيوي.
لكن، ورغم الزخم الذي رافق هذه زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفيعة المستوى، يرى خبراء أن هناك تقصيرًا من بعض الجهات المعنية المنوطة بقطاع السياحة في استثمار مثل هذه الفرص الترويجية التي لا تتكرر كثيرًا، وهو ما يضع علامات استفهام حول آليات التعامل المؤسسي مع ملفات الترويج السياحي.
زيارة ماكرون لـ مصر .. رسالة سياحية قوية
أكد عماري عبد العظيم، الخبير السياحي ورئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية سابقًا، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر تحديدًا منطقة الحسين وخان الخليلي تمثل رسالة مباشرة من القيادة السياسية للعالم، بأن مصر بلد الأمن والانفتاح والتراث العريق، وتتمتع بمقومات سياحية قادرة على جذب أنظار السائحين من مختلف الجنسيات.
وأشار عماري عبد العظيم إلى أن هذه الزيارة جاءت بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، في خطوة تعكس اهتمام القيادة السياسية بتوظيف السياسة الخارجية لخدمة أهداف التنمية قطاع السياحة، والدليل على ذلك عدم استغلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
أدوات تكنولوجية وإبداعية يجب استغلالها
وشدد عماري عبد العظيم، خلال لقائه في برنامج "مراسي" على قناة "النهار"، على ضرورة الاستفادة من الأدوات التكنولوجية المتاحة حاليًا، مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الهولوغرام، ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الطاقات الشبابية المبدعة القادرة على تقديم محتوى سياحي جذاب وابتكاري، في خطوة تحسن الوضع في قطاع السياحة.
وأكد عماري عبد العظيم أن هذه العناصر تمثل كنزًا حقيقيًا إذا ما تم توظيفه بالشكل الصحيح ضمن استراتيجية الدولة للتحول الرقمي في قطاع السياحة.
بطء الاستجابة الرسمية يهدد بفرص مهدرة
في المقابل، أعرب عماري عبد العظيم عن قلقه من بطء استجابة بعض المسؤولين والجهات المعنية في التعامل مع هذه الأحداث الترويجية، معتبرًا أن هذا البطء يمثل عائقًا كبيرًا أمام تطوير السياحة المصرية.
وأوضح عماري عبد العظيم أن التفاعل الرسمي المحدود لا يوازي حجم الفرص المتاحة، داعيًا إلى تحرك فوري ومنسق لاستثمار الزخم الناتج عن زيارة شخصيات دولية رفيعة.
دعوة لتقييم دوري ومحاسبة غير الفاعلين
وفي إطار دعوته لتفعيل أدوات المحاسبة، طالب عبد العظيم بضرورة إجراء تقييم دوري لأداء القائمين على ملف الترويج السياحي، مشددًا على أهمية استبدال من لا يحقق نتائج ملموسة بخبرات جديدة تواكب متطلبات العصر، لا سيما في ظل الطموح الذي أعلنته الدولة بزيادة عدد السائحين بشكل كبير بحلول عام 2030.
وأشار عماري عبد العظيم إلى أن تحقيق هذا الهدف في قطاع السياحة لن يكون ممكنًا دون كوادر قادرة على التفكير الإبداعي، والتحرك السريع، والتفاعل الذكي مع التحولات العالمية في صناعة السياحة.

التحول الرقمي هو السبيل نحو سياحة عصرية
واختتم عبد العظيم حديثه بالتأكيد على أن مستقبل السياحة في مصر مرهون بقدرة الدولة على تبني التحول الرقمي الكامل في هذا القطاع، معتبرًا أن الاعتماد على الأدوات التقليدية لم يعد كافيًا في ظل المنافسة الإقليمية والدولية الشرسة.
وشدد على أن مصر تمتلك كل المقومات اللازمة للنجاح، لكنها بحاجة إلى إرادة تنفيذية قوية وخطة ترويجية ذكية تستند إلى التكنولوجيا والإبداع والتفاعل السريع مع الفرص.