جهاد الحرازين: صمود الشعب الفلسطيني رسالة للعالم بفشل خطط الاحتلال

قال الدكتور جهاد الحرازين استاذ العلوم السياسية انه من لا يتأثر بالمشاهد المروعة في غزة فهو خارج عن الإنسانية. عندما ترى حرق الأطفال وحالة التجويع التي تمارس بحقهم، إذا لم تبكِ بعينيك ستبكي من قلبك دمًا. هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني لا يمكن لأي ضمير حي أن يتحملها.
وتابع الحرازين في مكالمة هاتفية عبر قناة “ اكسترا نيوز ” ان إسرائيل تدعي أمام العالم أنها دولة ديمقراطية وتحترم القانون الدولي، ولكن الواقع كشف الوجه الإجرامي الحقيقي لها. الاحتلال يمنع دخول الطعام والشراب والأدوية، ويقصف المدنيين ويجوعهم ويمنع المساعدات عنهم."
واضاف ان المساعدات التي دخلت إلى غزة لم تتجاوز 107 شاحنات، بينما القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 إلى 1000 شاحنة يوميًا حتى يتم وقف المجاعة والحد من الظروف القهرية. معظم المساعدات وصلت فقط إلى رفح ومراج، بينما مناطق شمال غزة ومدينة غزة لم يصلها شيء تقريبًا."
واستكمل ان هناك عصابات إجرامية تستغل غياب القانون وتقوم بسرقة المساعدات وبيعها بأسعار خيالية، وكل ذلك تحت نظر وحماية الاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد معاناة المواطنين المحاصرين بين الجوع والاحتلال."
وان مخطط التهجير القسري مستمر، فإسرائيل تركز المساعدات في مناطق محددة لدفع السكان للنزوح إليها، ثم تفتح أمامهم خيار الهجرة أو البقاء في ظروف مستحيلة. الهدف هو إفراغ الأرض من الفلسطينيين لصالح مشاريع الاستيطان."
والموقف الأمريكي لا يستطيع الضغط الحقيقي على إسرائيل، فالعلاقة بينهما استراتيجية ولا يمكن الانفكاك عنها. كل ما يجري من مفاوضات ومبادرات لا يضمن إنهاء الحرب فعليًا، والشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن.
وفي هذا السياق شهد قطاع غزة والضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ مارس 2025، حيث شنت إسرائيل هجومًا صاروخيًا ومدفعيًا واسع النطاق على قطاع غزة، أطلقت عليه اسم "القوة والسيف". وأعلنت إسرائيل أن الهجوم استهدف قادة حماس والبنية التحتية العسكرية، إلا أن التقارير الحقوقية أكدت أن معظم الضحايا كانوا من المدنيين، خاصة النساء والأطفال، حيث استشهد أكثر من 413 شخصًا في يوم واحد فقط، بحسب وزارة الصحة في غزة.
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 54,000 فلسطيني وأصيب أكثر من 118,000 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما تعرض جميع سكان غزة تقريبًا للتهجير القسري، مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والتعليمية، وقطع الكهرباء والمياه، ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية، ما أدى إلى مجاعة وأزمة إنسانية حادة.
تقول إحدى الشهادات: "استمر القصف طوال الليل، لم نستطع الخروج من منازلنا، وكل من حاول الهروب تعرض للقصف. فقدت عائلتي بالكامل تحت الأنقاض." فيما أضاف أحد الأطباء: "المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد من الجرحى، والكوادر الطبية تعمل في ظروف شبه مستحيلة مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات".
على الجانب السياسي، رفضت مصر بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، واعتبرت ذلك تهجيرًا قسريًا يرقى إلى جريمة حرب. كما أدرجت الأمم المتحدة إسرائيل ضمن القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين وفلسطينيين بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتستمر المطالبات الدولية بوقف فوري لإطلاق النار، مع تحذيرات من خطر التطهير العرقي الجماعي للشعب الفلسطيني، في ظل استمرار الحصار والهجمات الإسرائيلية وتصاعد أعداد الضحايا يوماً بعد يوم.