عاجل

هل تعاني من التشتت الذهني؟ إليك 6 طرق فعالة لاستعادة تركيزك

 التشتت الذهني
التشتت الذهني

في زمن تسوده السرعة، وتتنازع فيه انتباهنا أو التشتت الذهني مئات المؤثرات كل دقيقة، أصبح التركيز رفاهية يصعب امتلاكها، التكنولوجيا التي فتحت لنا آفاقًا لا نهائية، هي ذاتها التي قيدتنا بتشتت لا يتوقف، إشعارات لا تنتهي، رسائل متلاحقة، وكمٌ هائل من المعلومات يتدفق علينا دون هوادة.

لكن هل يعني ذلك أن قدرتنا على التركيز ضاعت إلى الأبد؟ الإجابة: لا.
فالتركيز ليس موهبة يولد بها الإنسان، بل هو مهارة قابلة للتدريب والتقوية، ومثلما تُمرّن عضلاتك في صالة الألعاب الرياضية، يمكنك أن تمرّن ذهنك ليصبح أكثر ثباتًا ووعيًا.

في هذا التقرير، نأخذك في جولة عملية عبر 6 استراتيجيات فعّالة ومجربة، تساعدك على استعادة تركيزك، خاصة في أوقات الدراسة، أو ضغط العمل، أو حتى في حياتك اليومية المزدحمة.

قاعدة الـ20 ثانية: عقلك لا يحب الانتظار

هل سبق وأن أمسكت بهاتفك دون وعي، ثم وجدت نفسك بعد نصف ساعة تتصفح مواقع التواصل بلا هدف؟
السبب في ذلك يعود إلى أن عقلك يفضّل ما يُسمى بـ"المكافآت السهلة"، أي تلك التي تتطلب أقل جهد وأسرع استجابة.

هنا تأتي قاعدة الـ20 ثانية، وهي خدعة بسيطة وفعالة، اجعل الوصول إلى مصدر التشتت الذهني– مثل الهاتف – أمرًا صعبًا، ضعه في درج، أو في غرفة أخرى، فقط 20 ثانية من الجهد للوصول إليه كافية لجعلك تتردد وتفكّر مرتين، وبدلاً من ذلك، تعود إلى المهمة الأصلية.

عندما تجعل  التشتت الذهني صعبًا، يصبح التركيز هو الخيار الأسهل.

 متى يكون عقلك في قمّة عطائه؟

لا أحد يستطيع التركيز 8 ساعات متواصلة، هذه خرافة.
الدماغ البشري يعمل على شكل "موجات"، فترات من النشاط والركود، لذا، الأفضل أن تحدد ما يُعرف بـ"نافذة التركيز"، وهي الفترة التي يكون فيها عقلك في أقصى درجات اليقظة.

ابدأ بـجلسة تركيز واحدة في اليوم، تتراوح بين 25 إلى 50 دقيقة، خصّصها لمهمة واحدة فقط، اختر الوقت الذي تشعر فيه بالنشاط:

  • صباحًا بعد الإفطار
  • بعد الظهيرة
  • أو حتى ليلًا إذا كنت ممن يفضلون العمل بهدوء

احرص على أن يكون هذا الوقت خاليًا من المقاطعات، بدون مهام متعددة، فقط أنت والمهمة.

اجعل التركيز تجربة مُلهمة.. لا عبئًا روتينيًا

عقولنا تتفاعل مع الرموز والعادات، حينما ترتبط لحظات التركيز بطقوس خاصة، يصبح العقل مهيأ للدخول في "وضعية الانتباه".
جرب أن تضيف لمسة من الرومانسية أو الدفء على جلسات تركيزك:

  • أشعل شمعة بنكهة تحبها (كالفانيليا أو اللافندر)
  • حضّر كوب قهوة باردة أو دافئة
  • ضع موسيقى هادئة في الخلفية

كل هذه التفاصيل الصغيرة ترسل إشارات للعقل أن الوقت قد حان للتركيز، فتتحول المهمة من عبء إلى لحظة تنتظرها بشغف.

غذِّ دماغك.. ليستمر وقود التركيز

العقل مثل المحرك، لا يعمل بكفاءة إذا نقص الوقود.
غالبًا ما يكون  التشتت الذهني نتيجة انخفاض في مستوى الطاقة أو الجفاف. لذا، اعتنِ بجسدك ليستجيب ذهنك:

  • احتفظ بوجبات خفيفة وصحية بجانبك: فواكه طازجة، مكسرات، التمر، أو التوت
  • اشرب الماء بانتظام، خاصة إذا كنت تعمل لفترات طويلة
  • تغذية بسيطة لكنها ضرورية، تمنحك صفاء ذهنيًا ونشاطًا مستمرًا.

تخلّص من المهام الصغيرة قبل أن تُصبح عبئًا

هل تجد صعوبة في بدء مهمة كبيرة لأن ذهنك منشغل بتفاصيل صغيرة مؤجلة؟
هنا تأتي فائدة قاعدة الدقيقتين: إذا كانت هناك مهمة تستطيع إنجازها في أقل من دقيقتين، فنفذها الآن.

  • رتّب مكتبك
  • رد على رسالة سريعة
  • اكتب فكرة تدور في ذهنك

هذه المهام البسيطة قد تبدو تافهة، لكنها تأخذ من مساحة تفكيرك دون أن تشعر. حين تنجزها، تشعر بالخفة، ويصبح ذهنك مهيأً للمهام الأهم.

لا تقسُ على نفسك..  التشتت الذهني ليس فشلًا

  • أكثر ما يُضعف تركيزك هو جلد الذات. الحقيقة أن حتى أنجح الناس في العالم يواجهون التشتت، والفرق أنهم لا يوبّخون أنفسهم بسببه.
  • عندما تلاحظ أنك انشغلت، لا تقلق. لا تلُم نفسك. فقط لاحظ، وخذ نفسًا عميقًا، ثم أعد انتباهك بلطف.
  • التعامل مع النفس برفق يعزز استمرارية التقدم، بينما القسوة تُربك العقل وتُدخلنا في دوامة من الإحباط.

التركيز مثل العضلات.. كلما دربته زاد صلابته

  • في عالم يعج بالمشتتات، قدرتك على التركيز أصبحت مهارة نادرة وثمينة.
  • لا تنتظر أن تأتيك لحظة الصفاء من تلقاء نفسها.
  • ابدأ بخطوة واحدة من الطرق السابقة، وكرّرها حتى تصبح عادة، ثم أضف الأخرى تدريجيًا.

ستُدهشك النتائج.
لن تتحول إلى آلة إنتاجية، بل ستصبح إنسانًا أكثر وعيًا، أكثر حضورًا، وأكثر قدرة على الاستمتاع باللحظة.

تم نسخ الرابط