حمدى الجمل: العالم يعيش حالة من التشتت اليومى بسبب قرارات ترامب الاقتصادية

أكد الخبير الاقتصادي حمدي الجمل، رئيس القسم الاقتصادي بجريدة الأهرام، أن الذهب يظل الملاذ الآمن الأبرز في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم، متوقعاً أن يصل سعر الأوقية إلى 4000 دولار، وسعر الجرام عيار 21 في مصر إلى 5000 جنيه، في ظل تصاعد التوترات التجارية والسياسية العالمية.
و أوضح الجمل خلال مداخلة هاتفية لقناة " النيل للاخبار " أن الأزمة الحالية بدأت مع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أدت إلى تفاقم الصراع بين الولايات المتحدة والدولة العميقة في أمريكا، وكذلك الحرب التجارية مع الصين، مما أثر سلباً على الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن النظام الاقتصادي العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية في 1945، والقائم على هيمنة الدولار، يقترب من نهايته، لتحل محله منظومة جديدة.
و أشار إلى أن الذهب كان المعيار الأساسي للاقتصاد العالمي منذ عام 1945 حتى سبعينيات القرن الماضي، عندما أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون فك ارتباط الدولار بالذهب وربطه بالبترول، لكن التحديات الحالية، خاصة مع صعود الصين كقوة اقتصادية كبرى، تعيد الذهب إلى الواجهة كملاذ آمن.
و توقع الجمل أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع بسبب حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم، مع تزايد القرارات غير المتوقعة للرئيس ترامب، مثل فرض رسوم جمركية عالية تصل إلى 245% على الواردات الصينية، مما زاد من التضخم في الولايات المتحدة وأثر على شعبيته، كما أن الصراع مع إيران ودول أخرى يزيد من حدة التوترات.
ولفت إلى أن الصين ستكون الفاعل الأبرز في هذه الأزمة، خاصة مع امتلاكها استثمارات ضخمة في السندات والأسهم الأمريكية تقدر بتريليون دولار، مما يجعل أي تحرك صيني لسحب هذه الاستثمارات بمثابة ضربة قوية للاقتصاد الأمريكي، بينما تستفيد روسيا من التغيرات الجيوسياسية.
وأكد أن الاقتصاد الأمريكي، رغم كونه الأقوى عالمياً، يعاني من تحديات كبيرة، وأن البورصات العالمية تشهد تقلبات حادة بسبب السياسات الأمريكية، مما يدفع المستثمرين إلى التحوّط بالذهب كاستثمار آمن، خاصة مع تراجع أسعار الأسهم والسلع الأساسية.
و توقع الجمل أن يستمر الذهب في الصعود إلى مستويات غير مسبوقة، قد تتجاوز 4000 دولار للأوقية، في ظل عدم وضوح الرؤية الاقتصادية العالمية، معتبراً أن القرارات "غير العقلانية" للرئيس ترامب تدفع العالم إلى مزيد من اللجوء للذهب كحماية من التقلبات.
و اختتم حمدي الجمل، حديثه بالتأكيد على أن الذهب سيظل الخيار الأفضل للمستثمرين والدول في الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد المخاوف من انهيار النظام المالي العالمي الحالي وبروز نظام جديد تتغير فيه موازين القوى الاقتصادية، مما يجعل الذهب الملاذ الوحيد الآمن في عالم مليء بعدم الاستقرار.