عاجل

لماذا نقرأ المعوذتين؟ .. حصن منيع ضد شرور الدنيا والآخرة

سورة الفلق
سورة الفلق

يرتبط قراءة المعوذتين، بالسحر والحسد والرقية الشرعية، وقد يتساءل الكثيرون عن تفسيرهما وأفضل وقت لقرائتهما. 

تحصين النفس بقراءة المعوذتين

تُعرف سورتا الفلق والناس في القرآن الكريم باسم "المعوذتين"، وذلك لما تضمنّاه من استعاذةٍ بالله تعالى من شرورٍ مُتعددة، وتُعدّان من أهمّ الأدعية في الإسلام، لما فيهما من فوائدٍ روحيةٍ ونفسيةٍ بالغة الأهمية،  وتُمثلان حصناً منيعاً ضدّ شرور الدنيا والآخرة.  

والمعوذتين هما سورتان أحدهما سورة الفلق، حيث يقول تعالى: (قل أعوذ برب الفلق) تبدأ هذه السورة المباركة بالتسبيح لله تعالى، مُعترفاً بقدرته وعظمته،  ثمّ تطلب الاستعاذة به من شرّ ما خلق،  وهو طلبٌ شاملٌ يشمل جميع أنواع الشرور.  وليس تحديد بعض هذه الشرور، كـ "شرّ النّاس"، و"شرّ ما خلق"، و"شرّ غاسق إذا وقب"، و"شرّ النفاثات في العقد"،  إلاّ بياناً لبعض مظاهر الشرّ التي قد تُحيط بالإنسان، وليس حصرًا لها.

فـ"شرّ ما خلق"  يشمل جميع أشكال الشرّ المادية والروحية، سواءً من الجنّ أو الإنس، كما يشمل شرور النفس الأمارة بالسوء،  وشرور  الأحداث  والأمراض،  وغيرها من  المصائب.

وتُشير الآيات إلى قدرة الله تعالى على دفع هذه الشرور وحماية عباده منها، مُؤكدةً على توحيده وقدرته المطلقة.  فالله هو المُسيطر على الكون،  وهو القادر على حماية عباده من كل سوء.

أسرار سورة الناس ومعانيها 

والسورة الأخرى من المعوذتين سورة الناس حيث قوله تعالى (قل أعوذ بربّ النّاس): تُكمل سورة الناس ما بدأت به سورة الفلق،  فبعد التسبيح والاستعاذة بالله تعالى،  تُحدد الاستعاذة من شرّ الوسواس الخناس،  وهو الشيطان الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس،  يُحاول إغواء الإنسان إلى الشرّ والفساد، ويُوَسْوِسُ فيه بأفكارٍ سلبيةٍ مُضِلّةٍ،  يُحاول زرع اليأس والإحباط في قلبه.  

وتُشير السورة إلى قدرة الله على دفع شرّ هذا الوسواس وحماية المسلم من مكائده،  مُذكّرةً إيّاه بأنّ الله هو المُعِين  والحامي  من  كيد  الشيطان  ومكره.  ووصف الشيطان بـ "الخناس"  يُشير إلى خِفّته  ودخوله  خفيةً  إلى  القلب،  مُحاولاً  إفساد  العمل  الصالح  وإبعاد  الإنسان  عن  طاعة  الله.

فوائد قراءة المعوذتين 

يُلاحظ أنّ المعوذتين تُشكلان دعاءً قويًا للاستعاذة من شرورٍ مُتعددة،  وتُبيّنان عجز الإنسان وحاجته إلى الله تعالى في كل الأوقات.  

وقد أوصى النبي ﷺ بقراءة المعوذتين قبل النوم، مُبيّناً أهميتهما في الحماية من الشرور الروحية والنفسية.  كما أنّ ترديد معانيهما يُساعد على التوكل على الله والثقة به،  ويُزيد من سكينة القلب وطمأنينته،  ويُعزز الإيمان بالله وقدرته على دفع البلاء.  

وقراءة المعوذتين  ليست  مجرد طقسٍ  روتيني،  بل  هي  دعاءٌ  يُعبّر  عن  التعلق  بالله  والاستعانة  به  في  مواجهة  صعوبات  الحياة.  

كما  أنّ  فهم  معانيها  يُساعد  على  التحصّن  من  كثيرٍ  من  المشاكل  النفسية  والروحية.

وجاء أنّ فهم تفسير المعوذتين يُساعد المسلم على التحصّن من شرور الدنيا والآخرة، ويُقوّي علاقته بربّه تعالى،  ويُنمّي  الإيمان  به  وقدرته.  وتُعدّ قراءتهما وتدبّر معانيهما من أفضل الوسائل للحصول على السكينة والطمأنينة في الحياة،  والتحصّن  من  شرور  الدنيا  والآخرة.  فالمعوذتان  ليستا  مجرد  آياتٍ  قرآنية،  بل  هما  دعاءٌ  مستجابٌ  يُحمي  المسلم  من  كثيرٍ  من  المخاطر  والشرور.

تم نسخ الرابط