الصحابية التي نزلت فيها آية الممتحنة .. قصة أم كلثوم بنت عقبة

برز اسم الصحابية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله تعالى عنها بين عدد من الصحابيات اللائي سنرصد بعضهن على مدار أيام شهر رمضان المبارك 2025 م/1446 هـ، حيث يستعرض موقع "نيوز رووم" قصص عدد من الصحابيات الفضليات اللائي كن نموذجًا يحتذى به لأقرانها والقرون التالية إلى قيام الساعة.
من هي أم كلثوم بنت عقبة؟
هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموي القرشي. إحدى الصحابيات الجليلات، عُرفت بإيمانها القوي وهجرتها إلى رسول الله ﷺ رغم الصعوبات.أبوها عقبة بن أبي معيط كان من أشد أعداء الإسلام، لكنه قُتل في غزوة بدر. أسلمت أم كلثوم في مكة في وقت مبكر، لكنها أخفت إسلامها خوفًا من بطش أهلها.
لما اشتد أذى قريش، قررت الهجرة إلى المدينة وحدها، فسارت في الصحراء حتى وصلت إلى النبي ﷺ، وكانت هجرتها بعد صلح الحديبية، حيث جاء في الصلح بند ينص على إعادة النساء المسلمات إلى قريش، لكن الله أنزل آية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ…” (سورة الممتحنة: 10).
تزوجت من الصحابي الجليل زيد بن حارثة، لكنه استُشهد في غزوة مؤتة.ثم تزوجها الزبير بن العوام، وولدت له ابنه زيد، لكنه طلقها لاحقًا. تزوجها بعد ذلك عبدالرحمن بن عوف، فولدت له إبراهيم وحميد، ولما تُوفي، تزوجها عمرو بن العاص كانت أم كلثوم من النساء الصابرات المحتسبات، عاشت أحداث الإسلام الكبرى، وعُرفت بحبها لله ورسوله.
دورها في نشر الدعوة الإسلامية
كانت حياتها بعد الهجرة مليئة بالعطاء، فقد أسهمت في بناء المجتمع المسلم الناشئ في المدينة وعرفت أيضا بحسن الخلق، والكلمة الطيبة، والتواضع مع النساء المهاجرات والأنصاريات. شاركت في نصرة الإسلام بالهجرة والتضحيات، وكانت مثالًا حيًا للمرأة المؤمنة التي تركت أهلها وديارها من أجل عقيدتها.
بالرغم من أن والدها عقبة بن أبي معيط كان من أشد أعداء الإسلام، إلا أن ذلك لم يمنعها من الإيمان بالله ورسوله ﷺ وبالرغم من أن إخوتها ما زالوا في مكة على الشرك لفترة، لكنها ثبتت على دينها ولم تتأثر بعوامل القرابة أو العاطفة الأسرية.
وعاشت في المدينة بين أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات، فنهلت من العلم والفقه. شاركت في بعض الأحداث الكبرى في حياة المسلمين، وكانت من النساء اللواتي قدمن نموذجًا يُحتذى به في الصبر والجَلَد.أم كلثوم بنت عقبة هي حقًا نموذج مشرق للمرأة المؤمنة التي ضحّت بكل شيء من أجل الله ورسوله، فخلّد التاريخ ذكرها.
وفاة أم كلثوم بنت عقبة
تُوفيت في زمن خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعد أن عاشت حياة مليئة بالبذل والجهاد في سبيل الله.