ألمانيا تصعّد دعمها العسكري لأوكرانيا.. وميرتس يعلن تمويل صواريخ بعيدة المدى

في خطوة تعكس تحولًا نوعيًا في طبيعة الدعم الأوروبي لأوكرانيا، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم الأربعاء، أن برلين ستدعم تطوير صواريخ بعيدة المدى يتم تصنيعها داخل أوكرانيا، دون فرض أي قيود على مداها، في إطار تصعيد المساندة العسكرية الغربية لكييف بمواجهة التصعيد الروسي المستمر.
دعم عسكري غير مشروط وصواريخ دون قيود
وقال ميرتس في تصريحات أدلى بها قبيل لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ديوان المستشارية ببرلين: "نحن نمول صواريخ بعيدة المدى أوكرانية الصنع، بلا حدود على المدى"، في إشارة واضحة إلى تبني استراتيجية أكثر صرامة في التعامل مع موسكو.
وأكد أن بلاده ماضية في تقديم كل أشكال الدعم العسكري والتقني لكييف، مشددًا على أن هذا التحرك لا يهدف إلى التصعيد، وإنما إلى فتح مسار تفاوضي جاد يؤدي إلى وقف إطلاق النار، شرط أن تتوقف روسيا عن "لغة الترهيب والعدوان".
زيارة رسمية تبحث السلام والتسليح
وكان المستشار الألماني قد استقبل زيلينسكي ظهر اليوم بمراسم عسكرية رسمية، استعرض خلالها الزعيمان حرس الشرف في ساحة ديوان المستشارية، بحضور عدد من كبار المسؤولين.
وأفاد بيان للحكومة الألمانية أن الزيارة تركز على تعزيز الدعم الدفاعي والتكنولوجي لأوكرانيا، إلى جانب بحث الجهود الدبلوماسية المبذولة لتأمين هدنة مستدامة، وسط تصعيد ميداني في شرق البلاد.
"واشنطن لا غنى عنها".. وأوروبا مستعدة للمزيد
وأشاد ميرتس خلال تصريحاته بدور الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا، واصفًا إياه بأنه "لا غنى عنه في هذه المرحلة الحاسمة"، معربًا عن تطلع برلين لتعزيز التنسيق بين العواصم الغربية لمواصلة الضغط السياسي والاقتصادي على موسكو.
كما شدد على أن الضربات الجوية الروسية الأخيرة على كييف "ليست لغة سلام، بل لغة ترهيب وعدوان"، ما يستوجب ردًا موحدًا من الاتحاد الأوروبي لدعم حليفته الشرقية.
تصعيد نوعي في الدعم الأوروبي
يأتي هذا الموقف الألماني في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل أوكرانيا لتوسيع نطاق الدعم العسكري من شركائها الغربيين، لا سيما في ظل تراجع الإمدادات الأميركية مؤخرًا، وتصاعد الهجمات الروسية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وتعتبر تصريحات ميرتس بشأن السماح بتصنيع صواريخ بعيدة المدى بدون قيود في أوكرانيا، من أقوى الإشارات حتى الآن إلى تغيير جذري في سياسة برلين الدفاعية تجاه الحرب الأوكرانية الروسية، وهو ما قد تكون له تداعيات كبيرة على ميزان القوى في شرق أوروبا.