أول ذو الحجة: بداية لأيام عظيمة في ميزان الإسلام
أول ذو الحجة: بداية لأيام عظيمة في ميزان الإسلام و حسناتك

يأتي شهر ذو الحجة محملاً بالنفحات الإيمانية، ومفعمًا بالفرص الثمينة التي يمنّ الله بها على عباده، خاصة في أيامه العشر الأولى التي أقسم الله بها في كتابه الكريم: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ” [الفجر: 1-2]. ويُعدّ اليوم الأول من شهر ذو الحجة بداية موسم عظيم من الطاعات، وافتتاحًا لأيام هي من أعظم أيام الدنيا، تتضاعف فيها الحسنات وتُفتح فيها أبواب الرحمة والمغفرة، ولهذا اليوم مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم، لما يحمله من بشرى بقدوم موسم الحج واقتراب يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك.

أول يوم من عشر ذي الحجة… فرصة للتقرب والطاعات وفتح أبواب الأجر:
يُعتبر أول يوم من شهر ذو الحجة بداية لعشر مباركة، وصفها النبي محمد ﷺ بأنها “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”، وفي رواية قيل: “ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء”، هذا الحديث يبرز مدى عظمة هذه الأيام، وخصوصًا أولها، حيث يبدأ العدّ التنازلي للنفحات والفضائل.

في هذا اليوم، يستحب للمسلم أن يبدأ بالنية الخالصة للإكثار من الأعمال الصالحة كالصلاة، وقراءة القرآن، والصدقة، والصيام، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، ويُعد التكبير من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها، سواء في البيوت أو الطرقات أو المساجد، بقول: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.”
كما يرتبط أول ذو الحجة أيضًا ببدء مناسك الحج للمسلمين الذين أنعم الله عليهم بأداء الفريضة هذا العام، حيث تبدأ قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالتوجه إلى البيت الحرام بقلوب ملؤها الشوق والخشوع، وفيه يبدأ الصائمون بصيام الأيام التسع الأولى من الشهر، وخاصة يوم عرفة الذي يأتي في اليوم التاسع، ويُكفّر صيامه سنتين من الذنوب.

في الختام: إن أول يوم من شهر ذو الحجة ليس مجرد بداية شهر هجري جديد، بل هو بداية مرحلة روحية مليئة بالخيرات والبركات، إنها دعوة مفتوحة لكل مسلم أن يجدد نيته ويضاعف جهوده في الطاعة والعبادة، ليغتنم هذا الموسم العظيم الذي لا يتكرر إلا مرة في العام، فلنستعد جميعًا لهذا اليوم المبارك باستقبال العشر بنيّة صادقة، وعزم قوي على استثمارها فيما يرضي الله، فما أعظمها من فرصة لمن أراد القرب والرضا والمغفرة.