ثاني أيام ذي الحجة.. هل استجاب الله لـ يوسف فيه وهل يعدل عبادة سنة؟

يكثر مع دخول ثاني يوم من عشر ذي الحجة البحث عن صحة حديث فضائل أيام العشر من ذي الحجة، وهو الحديث الذي يتضمن فضل كل يوم من أيام العشر بداية من اليوم الأول وحتى اليوم العاشر.
حديث فضائل عشر ذي الحجة
وقد جاء أنه في أول يوم من ذي الحجة غفر الله فيه لأدم وأن من صام هذا اليوم غفر الله له كل ذنب، وأن في اليوم الثاني استجاب الله لسيدنا يوسف فمن صام هذا اليوم كمن عبد الله سنة ولم يعص الله طرفة عين.
أما في اليوم الثالث استجاب الله دعاء زكريا فمن صام هذا اليوم استجاب الله دعائه، وفي اليوم الرابع ولد سيدنا عيسي عليه السلام فمن صام هذا اليوم نفي الله عنه البأس و الفقر و في يوم القيامة يحشر مع السفرة الكرام. وفي اليوم الخامس ولد موسى عليه السلام فمن صام هذا اليوم برء من النفاق و عذاب القبر.
وفي اليوم السادس فتح الله لسيدنا محمد بالخير و من صامه ينظر الله إليه بالرحمة و لا يعذبه أبدا، بينما في اليوم السابع تغلق فيه أبواب جهنم ومن صامه أغلق الله له ثلاثون بابًا من العسر وفتح الله له ثلاثون بابًا من الخير، وفي اليوم الثامن المسمي بيوم التروية من صامه أعطى الله له من الأجر ما ليعلمه إلا الله.
واختتم حديث فضائل عشر ذي الحجة أنه في اليوم التاسع يوم عرفه من صامه يغفر له الله سنة من قبل و سنة من بعد. وفي اليوم العاشر يكون عيد الأضحى: وفيه من قرب قربانا وذبح ذبيحة ففي أول قطرة من دماء الذبيحة يغفر الله ذنوبه و ذنوب أولاده ومن أطعم فيه مؤمنا و تصدق بصدقة بعثه الله يوم القيامة آمناً و يكون ميزانه أثقل من جبل أحد.
ما هي فضائل عشر ذي الحجة.. وأهم السنن فيها؟
يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» إن حديث فضائل أيام عشر ذي الحجة المنتشر غير صحيح، وأنه لم يثبت في فضل أيام عشر ذي الحجة مثل هذه الأقوال عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة، هي التي اقسم الله بها في القرآن الكريم، حيث قال: «والفجر وليال عشر»، وقد أجمع أهل العلم على أن المقصود بها، هي أيام وليالي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وهذه أيام مباركة، وأنه قد صح فيها عن النبي، صلى الله عليه وسلم، كثير من الأحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن، من هذه الأيام العشر، فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)، رواه الإمام أحمد بسند صحيح.
وأشار إلى أن هذه الأيام المباركة، من أولها إلى آخرها، يسن للإنسان فيها أن يكثر من الأعمال الصالحة عموما، وعلى وجه الخصوص، هناك أعمال لها منزلة عظيمة، وهي أعمال ميسورة، لكل مسلم، من هذه الأعمال أولا، الإكثار من ذكر الله عز وجل عموما، والإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل على وجه الخصوص، لما ورد في الحديث الذي ذكرناه آنفا، ثانيا، الإكثار من النوافل، وهذا بعد المحافظة على أداء الفرائض في مواقيتها، حيث أنه لا تقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة.
واستدل في فضل النوافل بما ورد في صحيح البخاري، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول فيما رواه عن ربه: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما الي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل، حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها».