عاجل

خبيرة تربوية: فقدان الأمان النفسي للطفل يهدد مستقبله

البيئة الامنة للطفل
البيئة الامنة للطفل

قالت الدكتورة ولاء شبانة، أستاذة تعديل سلوك الأطفال واستشارية علم النفس، إن الشعور بالأمان لدى الطفل هو حجر الأساس في بناء شخصيته وثقته بنفسه، مشددةً على دور الأسرة في توفير هذا الأمان من خلال الحضن العاطفي والدعم النفسي. 

وأوضحت في لقاء على القناة الأولى المصرية  أن الأب والأم ليسا مجرد مُوَفرين للاحتياجات المادية، بل هما "السيف زون" أو منطقة الأمان التي يجب أن يشعر الطفل بوجودهما الداعم بجانبه في كل الأوقات، مؤكده على  دور الأسرة في تعزيز الأمان النفسي للأطفال. 

الأمان النفسي أساس التربية السليمة 

وأشارت: شبانة إلى أن الأمان النفسي للطفل ليس شعورًا مؤقتًا، بل هو تراكمي ينمو مع الوقت، قائلةً: الطفل الذي يشعر بالأمان يصبح أكثر قدرة على مواجهة الحياة بثقة وشجاعة، لأنه يدرك أن لديه خلفه أسرةً تحبه وتفهمه. 

وحذرت : من أن غياب هذا الأمان قد يؤدي إلى مشكلات سلوكية خطيرة، مثل الرهاب الاجتماعي أو العدوانية، خاصةً إذا تعرض الطفل لبيئات غير آمنة خارج نطاق الأسرة. 

انتقدت: الدكتورة ولاء انتشار المفاهيم الخاطئة حول التربية الإيجابية، مؤكدةً أنها ليست ترفًا أو منهجًا جديدًا منفصلًا عن التربية التقليدية، بل هي مزيج من المبادئ الراسخة مع مواكبة تحديات العصر. 

وقالت: التربية الإيجابية علم قائم بذاته، وليس من المقبول أن يتحدث فيه غير المتخصصين، لأن ذلك يؤدي إلى تشويه مفهومه ويجعل الأهالي يرفضونه دون فهم حقيقي. 

علامات تحذيرية.. متى ينبغي للأسرة التدخل؟ 

حددت شبانة عدة مؤشرات تدق ناقوس الخطر، منها: الانطواء المفرط أو العدوانية المفاجئة والتي قد تعكس شعور الطفل بعدم الأمان، التغيرات السلوكية الحادة خلال الامتحانات نتيجة الضغوط السلبية مثل التهديد بفشل الأسرة حال الإخفاق، التناقض بين سلوك الطفل في البيت والمدرسة كأن يكون هادئًا في المنزل لكنه عدواني في المدرسة أو العكس  مشدده  على ضرورة التعاون بين الأسرة والمدرسة لفهم هذه التغيرات بدلًا من اتهام الطفل أو إنكار المشكلة. 

"المراهقة" كيف تتعامل الأسرة مع التغيرات الدراماتيكية 

تطرقت الدكتورة ولاء إلى مرحلة المراهقة، مؤكدةً أن التغيرات الجذرية في شخصية الطفل في هذه المرحلة خاصة بين 13 إلى 17 عامًا  هي أمر طبيعي، لكنها نصحت الأهالي بتقبل المرحلة كفترة مؤقتة، مع الحفاظ على التوازن بين المراقبة وعدم القسوة، وتفهم التغيرات الفسيولوجية والنفسية مثل ظهور علامات البلوغ والتي تؤثر مباشرة على السلوك، وجود قدوة من نفس الجنس (أب للابن، أم للبنت) لدعمهم نفسيًا وتوجيههم. 

وحذرت: من خطورة التسرع في تصنيف المراهقين، مؤكدةً أن الفروق الفردية بين الأطفال تجعل تجاربهم مختلفة حتى داخل الأسرة الواحدة

واختتمت شبانة حديثها بتحذير صارم من أساليب التحفيز السلبي، مثل ربط نجاح الطفل بسلامة الأسرة، قائلة: عندما تقول لابنك "لو سقط البيت هيخرب "، أنت تزرع فيه خوفًا مرضيًا يفقده الثقة بنفسه وبكم، وشددت على  بناء شراكة حقيقية مع المدارس، والابتعاد عن النمطية في التعامل مع المشكلات السلوكية، مؤكدةً أن البيئة الآمنة حقٌ طبيعي لكل طفل، وغيابها يُعد تقصيرًا تربويًا تتحمله الأسرة والمجتمع معًا.

تم نسخ الرابط