مراحل النمو الحركي والنفسي خلال الـ 12 شهر الأولى.. بالتفاصيل
تعد السنة الأولى من حياة الطفل مرحلة حرجة ومميزة، حيث يمر الطفل خلالها بتحولات ونمو سريع في الجوانب الحركية والنفسية والاجتماعية، فهم مراحل النمو الحركي والنفسي خلال الـ 12 شهر الأولى يساعد الآباء والأمهات على تقديم الدعم اللازم للأطفال لضمان تطور سليم ومتوازن، وتعزيز مهاراتهم الحياتية من البداية، فيما يلي، نستعرض أبرز مراحل النمو الحركي، والنمو النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى مؤشرات التطور السليم ونصائح لتحفيز النمو خلال السنة الأولى.
التطور الحركي: من رفع الرأس إلى المشي الأول
يمثل النمو الحركي للطفل في السنة الأولى رحلة متدرجة تبدأ منذ الولادة وحتى المشي الأول. في البداية، يُلاحظ أن الطفل قادر على رفع رأسه بثبات عند عمر شهرين تقريبًا، وهذه خطوة مهمة تشير إلى قوة العضلات في الرقبة والظهر. بعد ذلك، يكتسب الطفل القدرة على التدحرج من ظهره إلى بطنه والعكس، عادةً ما يحدث ذلك بين الشهر الثالث والسادس.
في مرحلة الجلوس، يبدأ الطفل بالجلوس دون دعم بين الشهر السادس والثامن، مما يعزز توازنه وقدرته على التحكم في جسمه، تلي هذه المرحلة بداية الزحف بين الشهرين السابع والتاسع، وهي مهارة حيوية تساعد الطفل على استكشاف محيطه واكتساب استقلالية أكبر، بحلول نهاية السنة الأولى، يحقق الطفل إنجازًا هامًا بالمشي لأول مرة، غالبًا ما يكون بين الشهر الحادي عشر والثاني عشر، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في التوازن والقوة العضلية.
تختلف هذه المراحل قليلاً من طفل لآخر، لكن مراقبة التقدم في كل مرحلة تساعد على التأكد من التطور الحركي السليم، مع ضرورة استشارة الطبيب في حال وجود تأخر ملحوظ.
النمو النفسي والاجتماعي للطفل خلال السنة الأولى
إلى جانب التطور الحركي، يمر الطفل بتغيرات نفسية واجتماعية كبيرة خلال السنة الأولى. يبدأ التواصل الاجتماعي بشكل مبكر من خلال الابتسامة التلقائية، التي تظهر عادةً عند عمر 6 إلى 8 أسابيع، وهي علامة على تطور الارتباط العاطفي مع الوالدين والمحيطين.
مع مرور الوقت، يصبح الطفل قادرًا على التعرف على الوجوه المألوفة، ويبدأ بالتفاعل من خلال البكاء، الضحك، واللعب البسيط، في الأشهر الأخيرة من السنة الأولى، يبدأ الطفل في محاكاة الأصوات والحركات، ويظهر أولى علامات التواصل اللفظي، مثل النطق ببعض الكلمات البسيطة.
النمو النفسي والاجتماعي يشمل أيضًا بناء الثقة، حيث يبدأ الطفل في تطوير الشعور بالأمان عند وجود الوالدين، وهو أساس مهم لتطوير شخصية مستقلة، هذه المرحلة تتضمن أيضًا التعرف على الذات والآخرين، وبدء اكتساب مهارات الانفصال التدريجي، والتي تعد خطوة أساسية في تطوير الاستقلالية.
مؤشرات التطور السليم ونصائح لتحفيز النمو
يعتبر المراقبة الدقيقة لمؤشرات النمو الحركي والنفسي خلال السنة الأولى ضرورية لضمان تطور الطفل بشكل طبيعي، من المؤشرات الهامة رفع الرأس بثبات عند الشهر الثاني، الجلوس بدون دعم قبل الشهر الثامن، والبدء بالمشي قبل نهاية السنة الأولى.
من المهم ملاحظة قدرة الطفل على التواصل الاجتماعي واللفظي، مثل الاستجابة للأصوات والتعرف على الأهل.
لتعزيز النمو الحركي، ينصح الآباء بتوفير بيئة آمنة تسمح للطفل بالحركة والاستكشاف بحرية، مثل تخصيص وقت يومي للعب على الأرض، تشجيع الحبو والمشي، واستخدام الألعاب التي تحفز العضلات والتوازن.
أما لتحفيز النمو النفسي والاجتماعي، فإن التحدث المستمر مع الطفل، القراءة له، واللعب التفاعلي تعزز من مهارات التواصل والارتباط العاطفي، كذلك، ينبغي الاهتمام بالتغذية السليمة التي تدعم النمو البدني والعقلي للطفل.
في حال وجود تأخر أو قلق بشأن نمو الطفل، من الضروري استشارة الطبيب المختص أو أخصائي النمو لتقديم التقييم المناسب والتدخل المبكر.
مراحل النمو الحركي والنفسي خلال الـ 12 شهر الأولى من أهم المراحل التي تشكل أساس صحة الطفل ورفاهيته المستقبلية، عبر الفهم الجيد لهذه المراحل ومتابعتها، يمكن للوالدين تقديم الدعم المناسب وتحفيز التطور السليم، مما يضمن للطفل بداية قوية في حياته.
