مصطفى الفقي : مهمة كتابة الخطابات الرئاسية ليست بالسهلة وتتطلب اطلاعًا واسعًا

قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، إن مهمة كتابة الخطابات الرئاسية ليست بالسهلة، وتتطلب اطلاعًا واسعًا وخبرة سياسية ولغوية كبيرة، قائلًا: "حين توليت العمل مع الرئيس الراحل حسني مبارك، كنت مسؤولًا عن المتابعة وكتابة الخطابات، وكان الرئيس يعطي لي أفكاره ويحكيها، وكان عليّ تحويلها إلى خطاب رسمي، وغالبًا ما كان يتدخل لتعديل بعض الكلمات بنفسه".
خطاب عيد العمال
وأضاف مصطفى الفقي، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن الرئيس الراحل مبارك كان يعتمد على فريق لصياغة الخطابات انطلاقًا من رؤيته، وأن خطاب عيد العمال تحديدًا كان يمثل عبئًا كبيرًا عليه، مضيفًا: "خطاب عيد العمال لم يكن سهلاً على الإطلاق، لأنه كان يحتوي على أرقام مالية، وحسابات دقيقة، وأجور، ونسب، وكل ما يخص العمال، وكنت أشعر بعبء كبير أثناء التحضير له".
الملامح النهائية
كما تحدث عن مرحلة الرئيس الراحل أنور السادات، موضحًا أنه كان يستعين بثلاثة أشخاص لكتابة الخطابات الرئاسية، وكان من بينهم أسامة الباز الذي كان يضع الملامح النهائية للخطابات، إضافة إلى مساهمات من بطرس غالي وموسى صبري، مشيرًا إلى أن السادات في خطابه الشهير بالكنيست، اختار نص خطاب موسى صبري وترك الخطابات الأخرى.
الارتجال في الخطابات الرئاسية
واستكمل: "دور كُتّاب الخطابات في العصر الحالي تراجع بشكل كبير، كاتب الخطابات الآن عصره انتهى، وهناك من يفضل الارتجال في الخطابات الرئاسية لأنها أكثر تأثيرًا في بعض الأحيان"، موضحًا أن المسؤولين عن الجوانب السياسية في مؤسسة الرئاسة يتحمّلون المسؤولية الكاملة عما يُكتب في خطابات الرئيس، لأن هذه النصوص تمثل رؤية الدولة وتُبنى عليها مواقف سياسية داخلية وخارجية.
رد فعل إسرائيل لا يتناسب مع الفعل
وأكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، إن بيان بريطانيا وفرنسا وبلجيكا بمطالبة وقف القتال بغزة يعد "مجازفة" من تلك الدول، وهو تأكيد على أن رد فعل إسرائيل لا يتناسب مع الفعل من قبل حماس، وهو يعتبر تحولًا كبيرًا وحيدًا ويعكس تحولات حقيقية داخل العقل الغربي والضمير الغربي ضد إسرائيل.