عاجل

مسؤول سابق بالناتو: فشل آلية المساعدات يؤكد ضعف البديل الأممي في غزة

غزة
غزة

قال نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق في حلف الناتو، إن هناك تحولًا واضحًا في الخطاب والموقف الدولي تجاه الأفعال الإسرائيلية في قطاع غزة، خصوصًا من بعض الدول الأوروبية، لكنه شدد على أن هذا التحول لا يستهدف عزل إسرائيل أو قطع العلاقات معها كدولة، بل يركز على التنديد بما تقوم به من عمليات عسكرية في القطاع.

"الأفعال الإسرائيلية لم تعد تُحتمل"

وأوضح ويليامز، خلال مداخلة مع الإعلامي ياسر رشدي، على قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا التحول يتجلى بوضوح في تصريحات مثل ما أدلت به أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي وصفت ما يجري في غزة بأنه "مقيت"، وكذلك الموقف الألماني الذي عبّر عنه المستشار الألماني بالقول إن "الأفعال الإسرائيلية لم تعد تُحتمل".

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعيد مراجعة اتفاق الشراكة مع إسرائيل الموقع منذ عام 1995، بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، مضيفًا أن هذه المراجعات تمثل ضغطًا دبلوماسيًا، لكنه لا يعتقد أن يكون لها تأثير كبير وفوري على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وعن تطورات فشل آلية توزيع المساعدات التي كانت تنفذها مؤسسة أمريكية إسرائيلية مشتركة، قال ويليامز إن هذه التجربة تؤكد أن البديل عن النظام الأممي في توزيع المساعدات غير فعال.

وأشار إلى أن محاولة إنشاء نظام توزيع جديد من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل جاءت بدعوى منع حركة حماس من التأثير على المساعدات، لكن التجربة الأخيرة أظهرت فشل هذه الآلية، وغياب أي تنظيم فعّال، مضيفًا أن المواطنين الفلسطينيين "اقتحموا السياج ودمروا الموقع بدافع الجوع واليأس"، ما يعكس حجم الأزمة.

وفي سياق متصل، قال بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، إن المشهد الذي شهدته آلية توزيع المساعدات الأمريكية غرب رفح الفلسطينية لم يكن مفاجئًا، مشيرًا إلى أن التجويع المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من ثلاثة أشهر خلق أزمة إنسانية حادة دفعت المواطنين الفلسطينيين إلى حالة من اليأس والخوف على حياتهم.

وأضاف زقوت، خلال مداخلة مع الإعلامي ياسر رشدي، على قناة القاهرة الإخبارية، أن الاحتلال الإسرائيلي والجهات المسؤولة عن توزيع المساعدات لا تملك الخبرة الكافية لفهم طبيعة الشعب الفلسطيني في غزة، وأن المواطنين في القطاع يواجهون الموت جوعًا أو تحت القصف، ما يجعلهم يضحون بحياتهم للحصول على أقل كمية من الغذاء، مشيرًا إلى أن المواطن الفلسطيني لم يعد قادرًا على الانتظار.

وأكد أن آليات التوزيع السابقة في غزة كانت أكثر تنوعًا وانتشارًا، حيث كانت تتم عبر 300 نقطة توزيع أساسية تتفرع إلى عشرات النقاط الأخرى عبر مندوبين ومتطوعين ومؤسسات إنسانية كثيرة، بينما الآلية الجديدة التي حاولت المؤسسة الأمريكية تطبيقها في رفح الفلسطينية كانت محدودة وغير مناسبة للواقع، مما أدى إلى الفوضى والتدافع.

وصف زقوت الإجراءات الحالية بأنها تفتقر إلى المبادئ الإنسانية الأساسية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة كانت قد حذرت من أن هذه الآلية غير مدروسة جيدًا ولا تراعي حجم السكان واحتياجاتهم في غزة.

وطالب زقوت بضرورة فتح المعابر بشكل عاجل واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشددًا على أن القطاع بحاجة لتعويض 90 يومًا من المساعدات التي لم تدخل بسبب الحصار، معتبراً أن ما تم تقديمه حتى الآن هو أقل بكثير من الحاجة الفعلية.

تم نسخ الرابط